اعدوا قوارب النجاة فادراك الحقائق ياتي بطيئا
مع بدايات القرن الذي نحياه نلحظ في كل يوم تغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية صعبة تزداد فيها التباينات وهذه التمايزات هي التي افرزتها العولمة الجديدة في ظل تاسيس النظام العالمي الجديد وهي عملية اختراق لكل البنى الوطنية والقومية والتاريخية والجغرافية وغيرها وما في قارتي اسيا وافريقيا من امكانات وموارد فموجة الهرج والمرج التي يعيشها العالم حاليا ومن تصاعد الهيمنة المركزية لما بعد عصر الراسمالية تساهم في تباعد بين الشمال والجنوب او الشرق والغرب اي بين عالمين لا ثالث لهما ……
ففي هذا البحر اللجي الذي يغمر العالم وهيمنة امريكا الجلدة في ابتلاع العالم وتصدير مشكلاتها الاقتصادية والاخلاقية والاجتماعية واحراز كل ما يمكنها من السيطرة على الاخرين شرقا وغربا ومن الكوننة الحديثة التامر الوثيق بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ثالوث يملي الشروط على الضعفاء مما زاد عدد في طبقة الفقراء فصندوق النقد الدولي يقوم بدور الوصي على مال اليتيم والفقير نيابة عن الوضع الوطني ومؤسساته مما جعل العالم النامي عبدا لسادة متعددين كذلك نشاط الشركات المتعددة الجنسية تساهم في تدمير القاعدة الانتاجية الوطنية في عالمنا او بما يعرف بالدول النامية فقد وصلت ديون الفقراء لصالح العالم الغني الى 13 تريليون دولار قبل حوالي 10 سنوات فكيف الان … ايضا نلاحظ ان المؤشرات البيئية سلبية وخاصة مع ازدياد الاستهلاك في الموارد ….
فطبقات الماء اخذة بالتدني والتربة تتعرض للتعرية واراضي الرعي في تردي وجفاف بالانهار وانواع من الحيوانات في اختفاء درجة حرارة مرتفعة اختفاء للارض الرطبة …….. تحطم الحدود القومية امام البث القمري وتدفق المعلومات …. ان تحطم الحدود الجغرافية امام الاقمار الاصطناعية وما تبث من معلومات ساهم في هيمنة شركات واعلام يخرب بفعالية السلطة في الدول والافراد والمجتمعات فتدفق المعلومات تتآ كل امامها السيطرة…..واصبحت سلاحا دبلوماسيا …..وتسويق شعارات الحرية بدون عدالة وحسب راي دانيال بورستين قال نسبة اكبر من تجاربنا ومما نقرا ونسمعه ونراه تتالف من حوادث مزيفة …
فتطورات التقنية في البنى الاعلامية ساعد على الايمان ولو بالتزييف على وجود بدائل لمن يطالب بالحرية والدليل ما قاله وليم بيري فقد قال يمكننا ان نقول ان ثروة كاليفورنيا في القرن التاسع عشر جاءت من الذهب الموجود في جبالنا اما اليوم فانها تاتي من السليكون الموجود في اوديتنا …..واخيرا امام ما شرحنا فالداعمة من صميم الامة وافر ادها والوعي امام القوى الطاردة المهيمنة التي تدعي فقط اعطاء حرية بدون عدالة اجتماعية واقتصادية واخلاقية …
فالافراد هم من دعامات رئيسة لكل امة هي مهارات ابنائها وافكارهم … وقد استرعى انتباهي قولا …. ان ارنبا يركض طليقا ليس ثروة بل يصبح ثروة نتيجة لمعلومات تطبق على عمل صياد فثورة المعلمومات تهدد البنى القوى والافراد في العالم في هذا البحر اللجي من الهرج والمرج والندية التي قلبت مفاهيم الانسانية وروابطها والمسؤولية التي تحافظ على مكوناتها الثقافية والقومية والتاريخية باسم نشر الفوضى الخلاقة مع معول الهدم لكي تستمر العبثية واللاقانونية وعقوق الانسان وهدر موارده وزيادة فقره وسلب الشمال الغني للجنوب المتلاطم في امواج تيتانيك المستوردة ليضحي بذاته وبعمقه مقابل زيف ووهم ….مما يبعث الامل ان قوارب النجاة ربما تقربنا الى بر الحقيقة ….وليس ضياع الغرباء وغربة وطن باسم الحرية
الكاتبة وفاء الزاغة