37% من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة لدولة أخرى إذا تسنى لهم ذلك
كشف استطلاع نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة، على موقعها على الشبكة أن نحو 40% من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة والعيش في دولة آخري في حال تسنى لهم ذلك. وقالت الصحيفة إن نتائج هذا الاستطلاع مفاجئة في ظل المعطيات الرسمية لدائرة الإحصائيات المركزية التي تقول إن ميزان الهجرة هو إيجابي لصالح إسرائيل وليس سلبيا.
وبحسب الموقع فإن الاستطلاع يبيِّن أن 37% من الإسرائيليين أعلنوا أنهم يدرسون الانتقال للعيش في دولة أخرى في المستقبل، علما بأن 2% فقط من هؤلاء ينفذون فعلا هذا الأمر ويهاجرون إلى دول أخرى.
ولفت الموقع مع ذلك إلى أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يريدون، بدرجات متفاوتة البحث عن مكان آخر للعيش فيه . إذ أن الميل العام عند هؤلاء هو البحث دولة أخرى لها أولية بارزة عند هؤلاء وخاصة شريحة من تتراوح أعمارهم بين 30-39 عاما من العلمانيين والأجيرين وأيضا عند سكان الجنوب ومنطقة المركز في إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أجري قبل العدوان الأخير على غزة.
ويستدل من تقرير “هآرتس” إلى أن هذا الاتجاه مثيل إلى حد كبير بما أصاب مدينة القدس التي هجرها أبناء الطبقة الوسطى من اليهود والقادرين على العمل وإحياء اقتصاد المدينة فحول القدس إلى مدينة فقيرة. وبحسب تومر طرافيس، فإن ما يحدث الآن في إسرائيل مشابه لتلك العملية تماما، إذ أن المعنيين بالهجرة ومن يهاجرون فعلا هم القادرون على العمل وإحياء المرافق الاقتصادية المختلفة في الدولة، مع فارق أساسي أن من يتركون إسرائيل اليوم ليسوا شبانا غير مهنيين يهاجرون للعمل كسائقي أجرة أو في أعمال سوداء، وإنما أناس مهنيون ذوو مهارات وشهادات عالية، وهم يتركون البلاد بسبب ما حل بالفكرة الصهيونية وضعف العلاقة والرابطة مع البلاد، وبالتالي فإن الرغبة بالبقاء هنا متعلقة إلى حد كبير بمستوى وجودة الحياة فيها.
وتربط الصحيفة بين أقوال طرافيس وبين نتائج المسح الذي أجراه مركز طاب للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والذي أشار إلى أن مستوى المعيشة وفرص العمل أمام الشبان والأزواج الشابة، قد تراجعت وفق تقرير العام 2011-2012 في السنوات الخمس الأخيرة . وتنسجم هذه المعطيات مع مقاييس منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCED حيث تحتل إسرائيل في هذا السياق المرتبة 25 من أصل 36 دولة.
إلى ذلك تكشف الصحيفة أن بحثا أجراه يوسي هيرباس في قسم العلوم الاجتماعية لجامعة تل أبيب بين أن أكثر من 100 ألف إسرائيلي ملكوا في العام 2007 جواز سفر أجنبيا لدول من أوروبا الوسطى وهو ما شكل ارتفاعا بنسبة 100% مقارنة بعدد حاملي الجنسيات المزدوجة الذي سجل في العام 2000.
وتؤكد الصحيفة إلى أن العامل الأساسي والمفاجئ، في تحديد الرغبة بالهجرة ليس نابعا من الأوضاع الأمنية وإنما من الأوضاع الاقتصادية ، وأن الذين يهاجرون لأسباب أيديولوجية، معارضة الاحتلال والقوانين غير الديمقراطية هم قلة فقط. الحالة الاقتصادية التي تكسر روح الإسرائيلي وتجعله يفكر بالهجرة . وفي هذا السياق تشير الصحيفة إلى بحث نشره البروفيسور سرجيو ديلي- بيرجولا من الجامعة العبرية في القدس بين أن 14 ألف إسرائيلي قد غادروا إسرائيل في العام 2012 ولم يعودوا إليها