مؤتمر الدوحة السوري: خلافات على التمثيل ونسبه
دعا المعارض السوري رياض سيف أطياف المعارضة السورية، خاصة «المجلس الوطني» إلى دعم خطته لإنشاء «فريق قيادة جديد» للمعارضة السورية من 50 شخصا، وذلك تمهيدا لنيل اعتراف المجتمع الدولي بالتنظيم الجديد كـ»ممثل شرعي ووحيد» للشعب السوري وتشكيل «حكومة انتقالية» معترف بها دوليا.
وفيما تنظر أطياف من المعارضة السورية إلى فكرة سيف على انها «تضعف» نفوذ «المجلس الوطني»، ما أنعكس على أجواء اجتماع حضره نحو 400 معارض في الدوحة أمس للبحث في إعادة هيكلة المجلس وانتخاب قيادة جديدة له وخطة سيف.
وقال عبد الباسط سيدا رئيس «المجلس الوطني» إنه لا يرفض فكرة تشكيل هيكل جديد للمعارضة السورية، إلا أن شدد على أن «المجلس الوطني» يجب أن يحصل على نحو 40 في المئة من تمثيل أي تشكيل جديد للمعارضة.
ووسط خلافات ونقاشات ساخنة لن يترتب عليها فقط إعادة هيكلة المعارضة السورية، بل ايضا طريقة التعاطي الدولي معها، قال رياض سيف في تصريحات للصحافيين في الدوحة إنه يريد تشكيل «فريق قيادة» جديد للمعارضة السورية من 50 شخصا، بينهم المزيد من ممثلي الداخل السوري، مثل القيادات العسكرية والمدنية لتنسيقيات المدن السورية.
واوضح ان الهدف من فكرته تعزيز ثقة المجتمع الدولي في المعارضة. واضاف، في تصريحات نقلتها وكالة «اسوشييتد برس» أنه إذا استطاع اقناع «المجلس الوطني» بتبني فكرته، فإن المجتمع الدولي سيعقد اجتماعا لاصدقاء سورية في المغرب لاعلان دعمهم للكيان الجديد، موضحا أن قرارا حول تشكيل «فريق جديد للقيادة» سيتخذ الخميس المقبل في الدوحة.
وتابع:»إذا استطاع السوريون اختيار قيادة يوم 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، فإن العالم كله سيقف وراءها… ربما نحو 100 دولة ستعترف بالقيادة الجديدة كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري». ولفت إلى أن مؤتمر المغرب «سيكون منصة انطلاق للحكومة الانتقالية. كما أعلن أن الكثير من الدول المؤثرة تدعم خطته، من دون أن يحددها.
ووفق سيف، فإن مبادرته «ليست بديلاً عن المجلس الوطني، لكن المجلس الوطني يجب أن يكون جزءاً مهماً منها، فإسقاط النظام يلزمه ألف مجلس وطني».
ويجد «المجلس الوطني» نفسه محاصرا بضغوط دولية لإعادة ترتيب بيت المعارضة، بحيث تكون أكثر تمثيلا. وتضغط واشنطن أكثر من غيرها في هذا الاتجاه. ونقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول اميركي بارز قوله إن واشنطن «لا تريد حضور مؤتمر اخر لاصدقاء سورية ما لم يحدث تغيير في هيكلية المعارضة السورية».
وأعرب مسؤلون كبار في «المجلس الوطني» عن رفضهم لخطة سيف، وانتقدوا تدخل اميركا في الشأن الداخلي للمعارضة السورية.
غير أن سيدا قال إنه ومسؤولين آخرين في المجلس «لم يرفضوا خطة سيف، لكن يرون أن المجلس الوطني يستحق على الأقل تمثيلا أفضل» من غيره. وقال لـ»اسوشييتد برس» ان «المجلس الوطني السوري يجب أن يسيطر على الأقل على 40 في المئة في أي هيكل جديد» للمعارضة السورية، موضحا أن المجلس»يعبر عن شرائح واسعة من الشعب السوري».
وكان سيدا قال، في كلمة افتتاحية وزعت على الصحافيين ان اجتماع الخميس، «لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية». كما عبر بوضوح عن الاستياء من «جهود كثيرة بذلت وتبذل من اجل تجاوز المجلس الوطني السوري… والبحث عن هياكل بديلة».
ويبحث المعارضون في الدوحة على مدى خمسة أيام هيكلة المجلس الوطني، وذلك قبل التصويت على خطة رياض سيف. إلا أن الأنظار تتجه إلى يوم الخميس، الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى في إطار «اجتماع تشاوري» دعت إليه الجامعة العربية وقطر. ويتوقع أن يبحث الاجتماع في إنشاء حكومة في المنفى، ونفى رياض سيف عزمه أن يشغل منصب رئيس هذه الحكومة بعد أن طرح اسمه بقوة في الأيام الأخيرة.
وفي القاهرة، عقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اجتماعا صباح أمس في مقر الجامعة مع المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، وذلك قبيل لقائهما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القاهرة ليل أمس.
وقال مصدر ديبلوماسي في الجامعة إن لقاء العربي والإبراهيمي، لم يكن مجدولا وإنما جرى خلاله التشاور وتنسيق المواقف العربية قبيل الاجتماع مع لافروف. وأضاف أن العربي والإبراهيمي يبحثان مع لافروف في الوضع السوري ومحاولة الوصول إلى بلورة رؤية مشتركة، أو حتى خطة جديدة يمكن البناء عليها في حل الأزمة في سورية.
وسيتوجه لافروف بعد القاهرة الى عمان لاجراء محادثات مع الملك عبدالله الثاني ونظيره الاردني ناصر جودة حول الازمة السورية. كما يلتقي لافروف وزراء خارجية مجلس التعاون في منتصف تشرين الثاني من دون ان يحدد مكان اللقاء.