فيلتمان: «جنيف» أساس للحل السوري لافروف يقترح عودة المراقبين الدوليين
حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، أمس، من أن النزاع في سوريا ما زال يهدد بالتوسع إلى البلدان المجاورة، موضحا أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لا يزال يعتبر اتفاق جنيف حجر الأساس لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن المسلحين «حصلوا على الأرجح على أسلحة أكثر تطورا» منذ بعض الوقت.
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المقاتلين السوريين يمتلكون 50 من صواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات، وذلك بعد تهديد قادتهم بإسقاط طائرات مدنية، مؤكدا أن موسكو لن تؤيد أبدا الدعوة إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ومن «يريد القيام بهذا الأمر يتحمل مسؤولية تواصل حمام الدم». وأعلن أن روسيا تؤيد عودة المراقبين الدوليين إلى سوريا وزيادة عددهم، قبل بدء المفاوضات.
إلى ذلك، رفض المجلس الوطني السوري المعارض بشكل مبطن المبادرة، التي تسوق لها واشنطن ودول خليجية، لتوحيد المعارضة، مشددا على ضرورة ان يكون هو الركن الاساسي فيها ومحذرا من محاولات تصفيته، منتقدا مجموعة «اصدقاء الشعب السوري». وسيبحث اجتماع الغد في الدوحة اقتراحا للمعارض رياض سيف بتشكيل هيئة وطنية جديدة من 50 عضوا تختار في وقت لاحق «حكومة منفى» وتنسق مع «الجيش الحر». (تفاصيل صفحة…)
وقال مصدر امني سوري إن حوالى أربعة آلاف مسلح شنوا هجمات مكثفة على مناطق في دمشق خلال اليومين الماضيين، لكن القوات النظامية أفشلت عمليتهم، فيما انفجرت عبوات في قدسيا والمعضمية والسيدة زينب ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
فيلتمان
ونقل ديبلوماسيون عن فيلتمان قوله، لمجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة حول الأزمة السورية، «في اجتماعه مع لافروف شجع الابراهيمي روسيا على القيام بدور يتسم بمبادرة اكبر في حل الازمة السورية».
وقال فيلتمان، بعد الجلسة، إن «الإبراهيمي لا يزال يعتبر خطة جنيف هي حجر أساسي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ترحب أيضا بخطة النقاط الأربع التي طرحتها بكين لحل الأزمة. وأكد انه تلقى تقارير موثوقا بها عن استخدام القوات الحكومية السورية قنابل عنقودية». وأضاف الديبلوماسيون إن فيلتمان قال لمجلس الأمن إن المقاتلين «حصلوا على الأرجح على أسلحة أكثر تطورا» منذ بعض الوقت، لكنه لم يحددها.
ونقل ديبلوماسي عن فيلتمان قوله، أمام مجلس الأمن، «مسألة من الذي انتهك الهدنة (عيد الاضحى) أولا ليست بالتالي هي المسألة الرئيسية». واضاف «القضية الرئيسية هي أنه رغم الاهتمام من الجانبين بوقف اطلاق النار فان الاطراف تراودها المخاوف وعدم الثقة». وقال الديبلوماسي ان فيلتمان رغم ذلك أشار الى ان الجهاديين هم الذين يتحملون اللوم في اثارة العنف اثناء وقف اطلاق النار. وأكد أن عمليات التصفية أو الإعدامات التي نفذها المسلحون بجنود الأسبوع الماضي، يمكن اعتبارها جرائم حرب وفق الأمم المتحدة.
وأوضح فيلتمان انه رغم تصعيد العنف منذ فشل محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأضحى، ما زالت الأمم المتحدة تعتبر انه «لا يمكن تسوية النزاع عسكريا» وان الإبراهيمي سيتابع مشاوراته، مؤكدا ضرورة أن يكون الحل سياسيا وان «يؤدي إلى تغيير حقيقي وانفصال كامل عن الماضي». وحذر من وجود إشارات عن توسع النزاع السوري إلى لبنان وتركيا والجولان السوري المحتل و«سيقود البلد إلى الدمار».
وقال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت ان الإبراهيمي سيأتي شخصيا إلى نيويورك «قبل نهاية شهر» تشرين الثاني الحالي لاطلاع المجلس على تطورات الوضع السوري. وأضاف «نأمل في أن يأتي مع بعض الأفكار وبعض التوصيات التي تدفع المجلس إلى التحرك».
لافروف في عمان
وقال لافروف، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في العاصمة الأردنية عمان، إن «أهم شيء وقف أعمال العنف على الفور، ولكن إذا كان تغيير الأسد هو الأهم بالنسبة للطرف الآخر فانه في هذه الحالة يرغب في أن تستمر حمامات الدم في سوريا».
ورفض حجاب طرح لافروف، معتبرا، في تصريح لقناة «العربية»، أن «رحيل الأسد الحل الوحيد من اجل التوصل لتسوية للصراع من خلال المفاوضات».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة، «في حال الحديث عن إنقاذ حياة الناس فيجب وقف نزيف الدم من قبل الحكومة والمعارضة، ولهذا نحن مع إعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار، ومن ثم البدء بالمفاوضات».
وأضاف لافروف «يدعوننا في الواقع إلى اتخاذ موقف ليرحل الأسد، ومن ثم، في حال لم يرحل، فان جميع الوسائل مبررة». وتابع «كثر يقولون إنهم مستعدون لتطبيق إعلان جنيف ولكن على الأسد الرحيل. نحن لم نؤيد أبدا هكذا موقف، ولا يمكن لسياسي مسؤول القيام بهذه الخطوة».
وأشار لافروف إلى أن اللقاء مع حجاب «هدفه الاتفاق على كيفية وقف العنف ونزيف الدم. ولحل الأزمة السورية علينا التوافق والحوار، ونحن نحاول إقناع السلطات والمعارضة بوقف الدم على أساس إعلان جنيف»، موضحا «هناك من لا يهتم بمصير السوريين. يريدون رأس الأسد».
واستبعد لافروف، الذي التقى الملك الأردني عبد الله الثاني، «احتمال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية»، مؤكدا أن روسيا لا تورد إلى سوريا سوى الأسلحة الدفاعية. وقال «من يقوم بتسليح المعارضة لا يزودها بنظم دفاعية. تأكدت المعلومات حول وجود أكثر من 50 صاروخا من طراز ستينغر على الأراضي السورية». وأضاف «أنتم تعلمون لماذا تستخدم صواريخ ستينغر، خاصة وأن قادة الجيش السوري الحر ذكروا مرارا أن الطائرات المدنية ستكون أهدافا مشروعة».
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت أمس، أن على الدول مساعدة المعارضة والعمل مع الشركاء في المنطقة «لتغير الوضع» في سوريا، لكنه كرر إن لندن لا تفكر في تسليح المعارضة، مشيرا إلى انه موافق على تأمين خروج آمن للأسد من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا