صحيفة تونسية: تكشف ” أمركة” حركة النهضة الإسلامية منذ عهد “بوش” وبمساعدة قطرية!!
كشفت صحيفة تونسية أن حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس “نسجت علاقات سياسية وثيقة مع واشنطن” منذ الولاية الأولى لبوش الابن و”جاهدت” من أجل بناء “تحالف إستراتيجي” مع الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة “المغرب” اليومية في عددها الصادر الجمعة “إن اللقاءات بين قيادات حركة النهضة والمسؤولين الأميركيين تكاثرت منذ فترة ولاية بوش الابن إما في أميركا أو تحت مظلة دولة قطر التي يبدو أنها أقنعت واشنطن بأن حركات الإسلام السياسي، ومن بينها النهضة، تمثل الإسلام المعتدل وهي القوة البديلة الوحيدة خلال العشريات القادمة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن حركة النهضة عرضت مباشرة على الأميركيين “بناء تحالف إستراتيجي” خلال لقاء جمع حمادي الجبالي الأمين العام للحركة سنة 2007 بالمسؤول الثاني في السفارة الأميركية بتونس دافيد بيلار وهو لقاء دام أكثر من ستة ساعات.
وسربت شبكة ويكيليكس خلال هذه السنة محتوى التقرير المفصل الذي أعده الدبلوماسي الأميركي عن تلك المحادثة المهمة والإستراتيجية.
وقال المحلل السياسي والإعلامي زياد كريشان إن العلاقة بين النهضة وواشنطن تكثفت منذ ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2010 التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي.
وخلال سنة 2011 قاد حمادي الجبالي وفدا نهضويا رفيع المستوى في زيارة مطولة إلى واشنطن التقى خلالها بنخبة من صناع القرار هنالك وشدد فيها على تمسك النهضة بعقد “تحالف إستراتيجي” مع الولايات المتحدة.
وأكد هذه المعلومات القيادي في الحركة العجمي الوريمي في برنامج حواري تلفزي تم بثه قبل انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011.
وقالت صحيفة “المغرب” أن لديها معلومات موثوقة بأن المفاوضات بين قيادات النهضة وصناع القرار الأميركيين تمت برعاية وبدعم دولة قطر وأن المسؤولين القطريين تعهدوا لواشنطن بان النهضة ستحترم التزاماتها لو صعدت إلى الحكم.
وخلال سنة 2011 قام رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بزيارة إلى واشنطن و”التقى بجملة من القيادات الفكرية والسياسية بمن فيها الموالية جدا لإسرائيل وقد التزم حينها بأن الدستور الجديد لتونس لن يتضمن ذكر اسم دولة أخرى عدا تونس في إشارة واضحة إلى أن الدستور لن يتضمن بندا يجرم فيه التطبيع مع إسرائيل” وفق ما ذكر زياد كريشان.
وبرأي محللين سياسيين فإن قيادات النهضة أقنعوا صناع القرار الأميركيين بأنه لو وصلت النهضة إلى الحكم فإنها ستكون “حليفا إيجابيا” للولايات المتحدة.
ويضيف المحللون السياسيون بأن حركة النهضة تعيش أزمة داخلية مفصلية إذ هي تحاول ممارسة البراغماتية السياسية والحال أنها تبقى رغم كل شيء حركة عقائدية ذات مرجعية سلفية.
ويقول زياد كريشان إنه “في الوقت نفسه الذي كان فيه راشد الغنوشي يطمئن اليمين الصهيوني الأميركي بأن مسألة تجريم التطبيع لن تقحم في الدستور رأينا بعض قيادات النهضة تطالب بتجريم التطبيع”.
غير أن واشنطن تلقت “صدمة موجعة” من حركة النهضة بعد أن فشلت في حماية سفارتها من “غزوة” نفذتها الجماعات السلفية الجهادية يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ما جعلها تراجع “ثقتها” في الحركة التي راهنت عليها.
وكثيرا ما طالب الفاعلون السياسيون والنشطاء التونسيون بوضع حد للتدخل الأميركي والقطري في بلادهم مشددين على سيادة القرار الوطني لبلادهم.