إسرائيل: سلاح حزب الله منع الحرب في المنطقة
أكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى أمس أن سلاح حزب الله «حاضر ومؤثر» في القرارات العسكرية التي قد تقدم عليها تل أبيب، مشيراً في حديث إلى مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» للشؤون الأمنية والاستخبارية، رونين برغمان، إلى أنه «لولا وجود الترسانة الصاروخية الكبيرة لدى حزب الله، لكانت إسرائيل قامت بالفعل، ومنذ زمن طويل، بمهاجمة المنشآت النووية في إيران»، وبالتالي التسبّب بحرب إقليمية في المنطقة.
وكان برغمان، المقرّب من جهاز الموساد الاسرائيلي، كتب في موقع صحيفة «غلوبس» العبرية، مقالة عن قدرة حزب الله العسكرية، والقراءة الاسرائيلية لموقف الحزب وإسرائيل، من إمكان نشوب حرب جديدة بين الجانبين. وأشار برغمان الى أن «إطلاق حزب الله لطائرة من دون طيار فوق الأجواء الاسرائيلية في جنوب البلاد، ليس إلا دليلاً إضافياً على أن الحزب اللبناني يستعد بالفعل لإمكان نشوب حرب مع إسرائيل».
ونقل عن محافل التقدير في إسرائيل قولها إن «الهدف من طائرة التجسس هو جمع معلومات استخبارية بصرية، لمساعدة حزب الله في جمع أهداف من أجل استهدافها في الحرب المقبلة، ومن بينها منشآت حساسة، بصواريخ أرض أرض، بعيدة المدى».
ويؤكد برغمان أن «القوة العسكرية الموجودة لدى حزب الله تعدّ من الأكثر تقدماً وتطوراً في العالم، قياساً بمنظمة غير دولة، من هذا النوع». ويشير الى أن «رئيس الموساد الإسرائيلي السابق، مائير داغان، كان قد وصف قوة حزب الله بالهائلة، إذ لفت إلى أنه منذ أن اضطرت إسرائيل الى الانسحاب من لبنان، وبطريقة هستيرية عام 2000، قام حزب الله بمراكمة القوة بنحو هائل، وباتت لديه منظومات أسلحة لا تملكها تسعين في المئة من دول العالم»، مشيراً إلى أن «التقدير في إسرائيل يرى أن لدى حزب الله 70.000 صاروخ، منها ما يصل مداه إلى 700 كيلومتر».
مع ذلك، أكد برغمان وجود رؤية إسرائيلية، تشير الى أن «حزب الله موجود في الفترة الحالية على مفترق طرق، وذلك بسبب الحرب الدائرة في سوريا». وقال إنه «في حال تم قطع أو سدّ القناة السورية، فسيمثّل ذلك كابوساً بالنسبة (إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله»، أما لجهة العامل اللبناني، فرأى برغمان أن نصر الله يقف أيضاً على مفترق طرق، بين رغبته في أن يكون قائداً لبنانياً، وبين التزامه تجاه إيران. وقدّر الكاتب أنه «سيكون من الصعب على الأمين العام لحزب الله أن يقول لا لإيران، ومن المحتمل أن يختار طريقاً وسطاً، أي مواجهة محدودة مع إسرائيل، سواء لجهة عدد الصواريخ التي سيجري إطلاقها، أو في ما يتعلق باستمرار مدة المواجهة». مع ذلك، أكد برغمان أن «هذا الرهان خطر جداً، ولذلك فإن الطرفين يحافظان على ضبط نفس معين منذ انتهاء الحرب في عام 2006».
وفي السياق نفسه، أكد قائد الكتيبة 890 في الجيش الاسرائيلي المقدم عيران أوليال، وهي الكتيبة المرابطة على الحدود في شمال فلسطين المحتلة، أن التوتر السائد في قيادة المنطقة الشمالية لا يقتصر فقط على احتمالات التدهور في الحدود السورية، بل أيضاً إزاء الحدود مع لبنان، مشيراً في مقابلة مع موقع «واللا» الإخباري العبري على الإنترنت، إلى أن الجيش الاسرائيلي يظهر مزيداً من القوة على طول الحدود، كي يمنع حصول عمليات خطف جنود أو محاولات تسلل إلى إسرائيل. وقال «أنا لا أستبعد إمكان تسلل معاد الى إحدى المستوطنات، ولهذا نبدي حذراً كبيراً إزاء أي تغيير أو تحرك في الميدان، وتحديداً في الجهبة المقابلة للحدود الاسرائيلية»، مشيراً الى أن «أي تغيير، وإن كان تغييراً بسيطاً، من شأنه أن يشعل ضوءاً أحمر لدى قيادة المنطقة».
وذكر مراسل الشؤون العسكرية في موقع «واللا»، أمير بوخبوط، أنهم «في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي يقدرون أن نشاطات حزب الله أصبحت أكثر سرية، مع استعانة أكثر بالمدنيين في المنطقة». وقال إن حزب الله «يقيم نقاط مراقبة على طول خط الحدود، عبر وسائل وتقنيات أكثر تطوراً»، قياساً بالماضي.
من جهتها، أكدت صحيفة «هآرتس» أن «حزب الله بات يتمتع بقوة عسكرية هائلة، لم يسبق لها مثيل، بل ويُقرّ بأنه يتلقى أسلحة كيميائية غير تقليدية، من المخازن والمستودعات السورية في المدى المنظور»، مشيرة إلى أن «حزب الله ليس فقط الحاكم الفعلي في لبنان، بل أنشأ له فروعاً في 24 دولة حول العالم، ومعظمها في دول أميركا الوسطى والجنوبية». وأضافت الصحيفة أن «نجاح حزب الله يعدّ أحد الإخفاقات الأساسية التي ميّزت فشل السياسة المتبعة من قبل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيال الشرق الأوسط».