أجتماع عاجل قرب الإنفجار ــ وخلافات داخل القيادة الإسرائيلية حول “التوغل البري”

اجتماع عاجل لحكومة نتنياهو بالقرب من مقر انفجار تل أبيب

دعا رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو جميع وزراء حكومته لحضور الاجتماع العاجل للجنة التساعية، عقب العملية الاستشهادية في مدينة تل الربيع المحتلة.

وكشفت وسائل الإعلام الصهيونية أن مجلس الوزراء المصغر (اللجنة التساعية المختصة بالأمن الصهيوني) سيعقد جلسته في مقر وزارة الحرب الصهيونية القريبة من مكان تفجير الباص في مدينة تل الربيع المحتلة، من أجل بحث التهدئة مع المقاومة الفلسطينية، بعد أن رفض الاحتلال قبول مطالب حركة حماس.
 
وذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الصهيوني أن جميع وزراء حكومة نيتياهو مدعوون إلى الاجتماع الأمني المصغر لبحث تداعيات عملية تل الربيع، ومصير التهدئة مع المقاومة الفلسطينية، بعد تلك التطورات الكبيرة
.
هذا ولا تزال الشرطة الصهيونية تبحث عن منفذي العملية الاستشهادية التي استهدفت حافلة صهيونية، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الصهاينة، وسط تكتم إعلامي صهيوني شديد.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت الناطقة بالعبرية” أن تقديرات شرطة الاحتلال تفيد بأن العبوة زرعت مسبقًا تحت أحد كراسي الحافلة

 

 خلافات داخل الحكومة المصغرة

نشبت خلافات جسيمة داخل القيادة الإسرائيلية حول ضرورة إجراء عملية برية في قطاع غزة. ويبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مترددا، وهو يأمل في إرغام حركة “حماس” على تقديم تنازلات كبيرة من أجل الهدنة، وذلك بوساطة كل من الرئيس المصري محمد مرسي والأمينين العامين للجامعة العربية والأمم المتحدة ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. في المقابل يبدي وزراء حكومته وجهات نظر مختلفة بين مؤيد ومعارض.

وقد عارض أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي المعروف بمواقفه المتشددة حيال الفلسطينيين، بشكل مفاجئ دخول القوات البرية إلى قطاع غزة. إلا أن موقفه براغماتي أكثر منه إنساني. ونقلت صحيفة “جيروساليم بوست” عن ليبرمان اليوم قوله إن “إصدار أمر دخول القوات إلى غزة سيكون متأخرا بالنسبة للحكومة الحالية”. وأضاف ليبرمان: “لا ينبغي اتخاذ مثل هذا القرار قبل الانتخابات بشهرين. إنها خطوة حاسمة تجنبناها على مدى أربع سنوات، وأوانها قد فات”، مؤكدا أن “الحكومة المقبلة ستتحمل المسوؤلية ما لم يتوفر خيار آخر”.

أما آفي ديختر، وزير الجبهة الداخلية، وهو زميل ليبرمان في الائتلاف الحاكم، فله رأي مختلف تماما، وهو يعتقد أن “الغارات الجوية وحدها لا تكفي لتصفية الإرهابيين”. وقال ديختر في كلمة أمام مجموعة من الساسة اليهود في الولايات المتحدة إن “الأمريكيين يعرفون ذلك من خبرتهم، ونحن من خبرتنا”. وأضاف: “يجب عبور الحدود مع غزة لاستئصال البنية التحتية للإرهاب، حينما حدث ذلك… اليوم أو بعد مرور شهور أو سنوات. لدينا قوة كافية للقيام بذلك. إنها مسألة وقت”. وسبق لديختر أن شغل منصب رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك ثم وزير الأمن.

ودعا ديختر إلى اتخاذ التدابير الأكثر حسما مع الوضع في الحسبان تداعيات الربيع العربي التي أسفرت عن وصول حركات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في عدد من دول المنطقة، وهو يرى أن حركة “حماس” في غزة تمثل “الإخوان المسلمين” أيضا.

ويحظى موقف ديختر بدعم نواب الكنيست عن الأحزاب الدينية المتطرفة، بمن فيهم أوري أريئيل، زعيم كتلة الاتحاد الوطني، الذي قال إن إبرام اتفاق الهدنة مع حماس “سيجعل الإسرائيليين يشعرون بخيانة حكومة نتانياهو وليبرمان”.

وأعرب بعض الساسة من حزب “ليكود” الذي يتزعمه نتانياهو، عن استيائهم من تردد هذا الأخير. فقد دعا نائب بالكنيست عن “ليكود” كارميل شاما خا كوهين إلى إرجاء الانتخابات لإفساح الساحة أمام الحكومة لاستكمال العملية ضد “حماس” بنجاح

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *