مقارنة بعلم النفس: القرد على شاكلة الانسان: السعادة تتبخر في منتصف العمر!
لطالما اجتهد العلماء لاثبات نظرية التطور اعتمادا على تشابه الانسان والقرود، واستطاع الحيوان العجيب والملفت للانتباه من تقليد البشر في الكثير من الحركات.
ويبدو ان القردة، كما الانسان تمرّ أيضاً في أزمة منتصف العمر، حيث تتراجع نسبة السعادة التي يشعر بها.
واعتبر استشاري في الطب النفسي الحديث ان سن الأربعين بشكل عام مرحلةٌ مُهِمَّةٌ في حياة الإنسان، سواء كان رجلًا أو امرأة، فهي مرحلة النضج الفكري، والقدرة على التحمل والاستقرار العملي والأسري، إلا أنها تفتقر إلى النشاط العاطفي بين الزوجين لكبر الأبناء، وهدوء وتيرة الحياة، وبرودة المشاعر بينهما تدريجيًّا.
ومن علامات هذه المرحلة الشعورُ بالتوتر المستمر، وتراجع القدرة على تعَلُّمِ مهارات جديدة، والرغبة في الوحدة، والملل من الروتين، والتعبير المستمر عن الحنين للماضي، والشعور بضياع الشباب، وبروز علامات الاكتئاب، كالنوم الكثير، وفقدان الشهية، وكثرة الشكوى من كل شيء.
وذكر موقع “لايف ساينس” أن الدراسة التي نشرت في دورية “بروسيدينغ أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس” تشير إلى أن تراجع نسبة السعادة لدى البشر في الأربعينيات من العمر تعود إلى تغييرات هرمونية وليس للحياة المعاصرة المليئة بالتوتر.
وقال الباحث أندرو أوزوولد من جامعة “وورويك” في المملكة المتحدة “لا بد أن البيولوجيا والفيزيولوجيا الأسباب الرئيسية التي تشرح التشابه بين ما يحصل مع القردة وما يحصل مع البشر”، واضاف “القردة ليس عليها دفع الرهون أو أقساط مدارس الأولاد أو مواجهة الطلاق” ولا تواجه هموم الحياة العصرية.
ولاحظ العلماء لعقود أن الإنسان يكون أقل سعادة في الأربعينيات من العمر .
وقال أوزوولد إن السعادة تصل عادة إلى أقصاها في العشرين ثم تتراجع لتصل إلى أدنى حدّ في الـ45 لتعود وترتفع إلى حدّ أقصى جديد في الـ70.
وتبين للباحثين أن سعادة القرود تتبع المسار عينه مثل البشر، حيث يبدو أن القردة في منتصف العمر هي الأقل سعادة مقارنة بالقردة الأصغر سناً والأكبر سناً.
وأضاف أنه في منتصف العمر يزيد استخدام المهدئات ونسب الانتحار ويقول الأشخاص إنهم غير سعداء مقارنة مع أشخاص في مراحل أخرى من حياتهم.
من جهة اخرى، أثبتت الأبحاث أن الإنسان يميل إلى التفكير في نفسه، وهو الكائن الحي الوحيد الذي يشعر بالندم، الأمر الذي يساعده على عدم تكرار الأخطاء نفسها، لكن كشفت دراسة جديدة أن الإنسان ليس الوحيد الذي يمتلك هذا الشعور، فالقرود نفسها تشعر بالخيبة ويساورها شعور الندم.
ووفقاً لصحيفة “تايم”، توصل باحثان في جامعة “يايل” للطب للنتيجة السابقة، حينما قاموا بتطبيق لعبة معدلة من لعبة الطفولة الشعبية على القرود، فعندما ربح القرد، حصل على حاوية كبيرة من العصير كمكافأة، ولأنه خسر، لم يحصل على أي مكافأة، فبدت عليه إشارات الندم بحسب ما جاء على لسان البروفسورين لي وأبي