حصريا لـ للقوة الثالثة ” من قريب الضحية ” // ..ماذا ومَن قتل سعد الحلي؟ لماذا قتل سعد الحلي؟
ملاحظة:
المقال أرسل خصيصا لـ ” القوة الثالثة” ومن قريب الضحية وهو المرحوم “المغدور” سعد الحلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كل جريمه تقليدية يثار سؤال تقليدي دائما هو : من القاتل؟.. وفي جريمة غير تقليدية كجريمة تصفية المهندس العراقي والذي يحمل الجنسية الانكليزية سعد الحلي وعائلتة في فرنسا يثار سؤال غير تقليدي: لماذا قتل سعد الحلي؟
مقالات وتحليللات عديدة كتبت عن هذة الجريمة التي عرفت تفاصيلها الا ان دوافعها والفاعل او الفاعلين ان صح الكلام – بقي امرا غامضا.. وزاد غموض الموضوع صمت الشرطة الفرنسية وعدم توضيحها مسأله مهمة : هل تم استجواب الشاهد الوحيد على الجريمة وهي ابنه سعد الحلي زينيب (7 سنوات)؟
هل رأت القاتل او القتلة خاصة انها كانت على تماس مباشر معهم وتركوها بجانب السيارة ضنا من القتلة انها ماتت ؟ هل رأت وجوههم؟ هل كانو يرتدون اقنعة ام لا؟….. اية معلومات اخرى لم تفصح عنها الشرطة الفرنسية وزاد الموضوع اثارة اشارات لا تستند على الصحة وليس لها اي دليل في تخبط واضح لدفع انظار الرأي العام باتجاهات اخرى منها ان هناك خلافا عائليا بين سعد واخيه زيد !!!
او ان سعد وعائلته على صلة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين وثروته !!!
ـ كل هذه استنتاجات لاتستند على وقائع حقيقية خاصة وان كاتب هذه السطور على صلة قرابة قوية بعائلة سعد الحلي وارتبط به بعلاقة صداقة استمرت سنوات حتى الاشهر الاخيرة قبل مقتله..
ـ عائلة سعد الحلي تعود اصول عائلة سعد الحلي الى مدينة الحلة في الفرات الاوسط وهم من عائلة تنتسب الى عشيرة الحسينى في قرية السادة في محافظة الحلة حيث قدم السيد كاظم الحلي الى بغداد اوائل الاربيعنيات وسكن منطقة الاعظمية ودرس المحاماة وتخرج محاميا اشتغل فترة قصيرة في الحكومة لكنه سرعان ما اتجة الى التجارة والاعمال الحرة.
لم تعرف عن السيد كاظم الحلي اية انتماءات حزبية ولا اشتغال في السياسة لكن افكاره كانت ليبرالية محافظة بتوجة عربي ومتعاطف الى حد كبير مع الحكم الملكي في العراق قبل 14 تموز 1956.
في بداية الستينيات كان كاظم الحلي رجل اعمال معروف حيث امتلك مع شركاء اخرين هم السيدان جليل مرجان و ضياء سبتي مصنعا للاوراق الصحية مشهورا اسمه ( كلينيكس) اضافة الى مزرعة للدواجن ومعملا لتفقيس بيض الدجاج وعقارات واملاك اخرى وكان متزوجا من السيدة فصيحة شعبان وانجب زيد وسعد.
كان مجي حزب البعث للسلطة في العراق في انقلاب 17 تموز بداية نهاية شهر العسل للصناعيين والتجار ورجال الاعمال في العراق ومنهم كاظم الحلي حيث شرع النظام الجديد بسن قوانين لسيطرة الدوله على الانتاج الصناعي والتجاري وسن قوانين تحد من تطور وتوسع القطاع الصناعي الحر وكثير من القوانين الاخرى التي وجد فيها كثير من التجار العراقيين نوعا من التضييق على نشاطهم التجاري الحر.
ـ الخروج من العراق في اواخرعام 1969 وبعد سنتين من انقلاب 17 تموز صدم السيد كاظم الحلي بحدث على الصعيد العائلي جعلة يقدم على تغييير مسار حياته ومسار حياة عائلته.. ففي تلك السنه اقدم نظام البعث على اعتقال مجموعة من السياسيين العراقيين من ذوي التوجة الللبرالي المحافظ وعلى رأسهم رئيس الوزراء الاسبق عبد الرحمن البزاز بتهمة التخابر مع المخابرات الامريكية (سي أي أيه) والتأمر على حكومة ” الثورة ” وكان من ضمنهم السيد هاشم الحلي الدبلوماسي السابق وهو خال السيد كاظم الحلي حيث حل السيد هاشم الحلي ضيفا عند مدير الامن العراقي السابق ناظم كزار المعروف بساديته وقسوته وتعرض لشتى صنوف التعذيب.. وبعد اطلاق سراحة بعدة سنوات خرج وهو مشلول اللسان لا يستطيع النطق فتطلب ارساله الى لندن لغرض العلاج وتعلم النطق كطفل صغير!
ـ كان هذا الحدث باعتقال خال السيد كاظم الحلي انذارا له وصدمة مرعبة للعائلة حيث قام بارسال زوجته وولدية الصغيريين زيد وسعد الى بيروت ومن ثم الى لندن ولم يعودا الى العراق من وقتها.
ـ بقي كاظم الحلي متنقلا بين العراق وبيروت ولندن ولفترات متباعدة حتى عام 1981 حين شد امتعته وقرر ترك املاكه و العراق نهائيا والالتحاق بعائلته في لندن.
ـ شكل خروجه النهائي نوعا من الضغوط على اخية محمدالحلي(عم سعد) والذي كان يدير ويتابع عامال اخية كاظم التجارية وكالة حيث اخذت الحكومة بمضايقتة ومصادرة كثير من الاملاك والمعامل كان اخرها اعتقاله في منتصف الثمانينات بدون اي تهمه وايداعة جهاز المخابرات وتعرض لضغوط نفسية وابتزازات حيث تمت مساومته من قبل برزان التكريتي شقيق الرئيس العراقي شخصيا لاجل الاستحواذ على حقل الدواجن وبيع مجزرة الدجاج بمبلغ لا يساوى اويعادل ثمنها الفعلي لشخص برزان!.
ـ في ذلك الوقت استقر كاظم الحلي وعائلتة نهائيا في لندن ولم يعودوا الى العراق خلال فترة حكم صدام وتم الاستحواذ على املاكه و دارهم الكبيرة الكائنة في الاعظمية والاستحواذ على ا ثاث الدار المتبقي واستولت على الدار عائلة عراقية حتى نهاية 2003.
ـ عودة سعد للعراق في شهر اذار من عام 2003 شنت الولايات المتحدة الامريكية بمساندة غربية هجوما بريا وجويا على العراق لاسقاط الرئيس صدام حسين حيث تم احتلال العراق وتنصيب مجلس حكم مؤقت للتمهيد لانتخابات حرة وفي تلك السنه في نهايتها عاد سعد الحلي الى العراق لاول مرة منذ ان تركها قبل 33 عاما حيث التقيت به انا العائد ايضا الى العراق منذ ان تركتها في نهاية 1991الى كندا في في دار والدي وكانت زوجته السيده اقبال الصفار تصاحبة وجرت بيننا احاديث عائلية وعامة استطعت من خلالها ان استشف توجهات سعد الفكرية والسياسية.
ـ كانت عودة سعد في الدرجة الاساس لغرض متابعة منزل الاسرة في الاعظمية واسترداده من الاشخاص الذين استولوا عليه زمن حكم صدام حيث ذهب سعد لوحده هناك وجرى مع اولئك الاشخاص جدال تطور الى مشحانات واشتباك بالايدي تسببت بجرح سعد في راسة حيث هاجمه الاشخاص في الدار.
لم يترك سعد الامر بل بقى يستخدم كل الضغوط والاتصالات لغرض اخراج المتطفلين من الدار وتم له ذلك في نهاية الامر. لقد وجدت سعد شخصا متمسكا بأراءه بقوة وعنيدا جريئا لايخاف المجاهرة باراءة وافكارة علانية وليس من النوع الذي يتنازل عن حقه.. كان لقائي الاول به فرصة لتبادل احاديث كثيرة حول الغربة والحياة في الغرب حيث اخترت انا كندا واختار هو بريطانيا.. ولم تخلو الحوارات من التطرق الى السياسة والوضع القائم حيث لاحظت ان لسعد اراء متشددة نوعا ما تجاة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وخلال تبادل الاحاديث السياسية والوضع في الشرق الاوسط وجدته لا يكن ودا لليهود ولا لاسرائيل بل كان متعاطفا مع الفلسطيينين ومع حزب الله في لبنان وكان يلوم امريكا في كل البلاء في المنطقة حيث قال لي” صدام كان عميلهم وهم من كان يدعمه في الحرب ضد ايران وهم يدعمون اسرائيل في احتلالها لفلسطين… “..وفي الوقت الذي كان كثير من العراقيين من المعارضيين يسمون الوجود الامريكي ” تحريرا” كان سعد يجاهر علانية بانه ” احتلالا”…!
لقد تعجبت في نفسي كيف لشاب تربى منذ صغره (غادر العراق بعمر 7 سنين) وقضي معظم حياتة في الغرب ( بريطانيا) ان يكون حاملا مثل هذه الافكار المتشدده تجاه امريكا واسرائيل! افكاركتلك التي يحملها شباب اليسار في الغرب واصحاب افكار الاسلام السياسي في العالم العربي!
ـ بل انني قلقت عليه بسب تلك الافكار ونصحته بأن لا يجاهر بتلك الافكار علانية في بريطانيا .. لكنه لم يعر الامر اهتماما !ـ لم يكن التباين في وجهات النظر والاجتهادت بيني وبين سعد ان تترك اي ظلال على علاقتنا .. بل العكس تطورت علاقتنا وبقينا نتصل باستمرار ببعض حتى اثناء فترة عملي في شبكة السي ان ان الامريكية في العراق.
ـ لقاء سعد في لندن في شهر نيسان عام 2004 ارسلتني شبكة السي ان ان الى بريطنيا في دورة لادارة الحسابات والمكتب حيث كانت فرصة لي للقاء سعد الحلي وعائلته خاصة والده كاظم الحلي الذي هو ابن خال والدي والذي احتفظ بذكريات قديمة وعزيزة علي معه منذ كنت صغيرا.ـ كان اللقاء الاول في الفندق حيث قدم والد سعد كاظم الحلي وسعد وشقيقة زيد وجلسنا نتبادل الاحاديث وسألني والد سعد كثيرا عن الوضع في العراق واخذنا عدد من الصور بكاميرتي حيث تمت دعوتي الى دارهم في منطقة سيرى لتناول الغداء مع العائلة.ـ في اليوم التالي جاء زيد واصطحبني بسيارتة للدار هنالك التقيت ثانية بزوجة سعد السيدة اقبال الصفار وجلسنا جميعا على طاولة الغداء نتبادل الاحاديث وتم ايضا تبادل احاديث عامة مع سعد تخللتها بالطبع مواضيع سياسية حيث وجدت سعد على افكارة ان لم يكن اكثر تشددا وتزمتا حيال اسرائيل وامريكا ! بل تعداه الى انتقاده للوضع السياسي العراقي و بعض السياسيين العراقيين كالدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي (وقتها ) والذي اتهمه بانه “يريد اعادة البعثيين” للحكم..!ـ
لم التقي بعدها بسعد بل بقينا على اتصال عن طريق الهاتف و برنامج المحاورة (الياهو مسينجر) واخيرا عن طريق الفيس بوك قبيل مقتله باشهر حيث التقينا على الفيس بوك.ـ وصراحة ومن خلال كل لقائاتي مع سعد لم اتطرق اوسأله مطلقا عن ماهية عمله وبقي موضوع عمله ومهنته بالنسبة لي مجهولا ولم يكن ذا اهمية في علاقتنا. اخر مره زار سعد مع زوجته الى عمان في 2006 في طريقة لبغداد لتتمه تصفية املاك العائلة حيث التقى بعائلتي في عمان ولم اكن انا متواجدا حيث كنت بعيدا مشغولا بعملي.ـ وبقيت اتصالاتنا انا وسعد مستمرة وبقي ايضا والد سعد السيد كاظم الحلي على اتصال بوالدي وعائلتنا حتى مرضه ووفاته في اسبانيا اواخرعام 2011
.ـ افكار سعد السياسية استمرت علاقتي واتصالاتي بسعد من خلال الياهو مسينجر واخيرا الفيس بوك وكانت الرسائل بيني وبينه من الفترة تشرين ثاني 2011 وحتى شباط 2012 هي اخر ما كان بيننا بعدها انقطع تماما ولم اسمع عنه الا في حدث الجريمة التي اصابتني بالدهشة والحزن !ـ اول شيء تبادر الى ذهني لدى سماعي بالخبر والتأكد منه بقراتي الاخبار في الانترنيت هو : لماذا قتل سعد بهذه الطريقة المحترفة؟ وهوسؤال يبدو منطقيا لي لمعرفتي المسبقة بسعد وافكاره حيث وجدت نفسي اسأل السؤال التالي الذي لم يكن في بالي ولم اساله لسعد يوما ما او افكر به: ترى ماذا كان عمل سعد في لندن؟ لم تكن مهنه سعد معلومة لدي او ادنى فكرة عنها…
ـ في حين ..كانت افكار سعد السياسية معروفة لدي : يكره اسرائيل. . لايكن مودة لليهود.. متعاطف كثيرا مع الفلسطينين.. يكن احتراما لحزب الله..ـ لايعتقد ان سياسية ايران هي المشكله في الشرق الاوسط.. بل هي اسرائيل وان السياسة الامريكية تجلب وبالا على المنطقة ..!!.. تلك كانت افكاره المعروفة ولكن الناس لايقتلون لمجرد افكارهم في الغرب!.. الا اذا قاموا بترجمه تلك الافكار الى افعال فانهم بالتأكيد سيكونون في ورطة ومشاكل اذ كانت تلك الافكار غير مقبولة او معادية لسياسات الحكومات القائمة او لدول اخرى ترى فيها خطرا !ـ
فهل ترجم سعد افكارة تلك الى افعال من خلال نوعية عمله؟
وهذا يقودنا الى السؤال المهم التالي : ماذا كان يعمل سعد بالتحديد؟ حسب ما علمت على اثر الجريمة ان سعد كان يعمل مهندسا مع شركة متخصصة بنصب الاقمار الصناعية غاية في التطوروهي شركة: سري ستالايت والتي لاذت بالصمت ورفضت اعطاء اية معلومات للصحفيين عن سعد وعمله في الشركة.
ـ وهي مصادفة غريبة ايضا ان تعلن وسائل الاعلام في العراق في نفس اليوم الذي قتل فيه سعد وقبيل مقتله بساعات ان العراق سيصنع وينتج قريبا اقمار صناعية بايادي عراقية خالصة !!!ـ
حروب المخابرات معروفا للجميع حرب المخابرات الدائرة في الشرق الاوسط ومنذ زمن طويل لاجل التفوق العسكري والتكنولوجي وتهريب كل ما هو سري الى دول متنافسة فيما بينها في صراعات سياسية وحروب مميته ..والتاريخ خير شاهد على ذلك:ـ – في منتصف الستينيات قضت طرودا متفجرة ارسلت الى علماء المان يعملون في مجال تصنيع وتطوير الصواريخ البالستية المصرية(ارض – ارض) والتي عرفت بالظافر والقاهر والناصر..كان العلماء والخبراء الالمان يعملون مع الحكومة المصرية زمن حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تطوير قدرات الدفاع العسكرية المصرية في مواجهة تفوق اسرائيل
. وقد وجهت الحكومة المصرية وقتها اصابع الاتهام الى حكومة اسرائيل في تصفية العلماء الالمان.ـ – في منتصف الثمانينيات اغتيل العديد من العلماء العراقيين والمصريين( العالم النووى المشد) وعالم كندي اخر هو ( بول) وغيرهم كانوا يعملون في العراق يساعدون لتطوير قدرات العراق النووية والتسليحية ووجهت وقتها حكومة الرئيس صدام حسين اصابع الاتهام الى حكومة اسرائيل بتصفية اولئك الخبراء.ـ
– اثر الاحتلال الامريكي للعراق وفي السنوات الثلاث التي اعقبت التواجد الامريكي اغتيل العديد من الاطباء والخبراء والمهندسيين العراقيين واصحاب الكفاءات ووجه كثير من المثقفين والسياسيين العراقيين اصابع الاتهام الى حكومة اسرائيل ايضا!ـ – في السنة الماضية وهذه السنه ايضا شهدت ايران اغتيال وتصفية العديد من العلماء الايرانييين الذين يعملون في المشروع النووي الايراني والمعروف ان ضغوطا وحصار غربيا مفروضا ضد ايران اذ لم يكن حربا سرية ضدها ومحاولات محمومة لايقاف مشروعها النووي الذي يصرح دائما المسؤوليين الايرانيين انه للاغراض السلمية حيث وجهت الحكومة الايرانية وعدد من والمسؤؤليين الايرانيين اصابع الاتهام الى جهاز المخابرات الاسرائيلي ( الموساد) بانه يقف وراء تلك الاغتيالات!ـ
في كل الحالات السابقة لم تنف حكومات اسرائيل السابقة او الحالية ولم تؤكد تلك الاتهامات والمعروف ان الاسرائيليين لايعلقون على العمليات الخارجية التي يقومون بها علما ان هناك تعاونا ما بينهم وبين اجهزة مخابرات غربية تلتقي واياهم في نفس الاهداف احيانا..!ـ
هل كان سعد يشعر انه في خطر؟ـ فهل قام سعد الحلي بعمل ما اثار به حنق مخابرات دولية و اخرى شرق اوسطية فكان ماكان وصفي بهذه الطريقة الاحترافية؟ هل كان يعي مايفعل ؟ هل ان افكاره قد ترجمها الى فعل فتجاوز بذلك خطوطا حمراء فوجب تصفيته؟
ـ خلال حواراتي الاخيرة معه قبل ان يقتل باشهر صرح لي سعد صراحة انه “غير مرتاحا لوجوده في بريطانيا وانه يفكر بالانتقال منها لولا ان بناته صغيرات..” وعندما سالته لماذ لاينقلهم معه اينما يذهب قال ولمفاجاتي: “انه يريد العودة والاستقرار بالعراق” !!
ـ مالذي جعل سعد فجأة غير مرتاح ويفكر بالانتقال من لندن بل والذهاب والاستقرار في العراق ؟؟؟؟
هل فعل شيئا ما جعل ” الاخرين” يشعرونه بعدم الراحة ؟
ـ وهل كان مثلا يخطط لنقل خبرته ومعلوماته في مجال تكنولوجيا الاقمار الصناعية الى العراق بعد ان اعلن انه “يفكر بالاستقرار هناك”…ّ؟؟؟ بالتأكيد ان امرا ما حدث معه جعله يفكر بمثل هذا القرارات المصرية بترك بريطانيا هو وبناته وهو الذى تربى وشبى هناك!!
ـ اضاف سعد من خلال الحوار معي معلقا على ما يجري في العالم العربي من احداث قائلا : “انهم يعدون لمتغيرات كبيره للمنطقة كلها ..”… كان هذا في شهر شباط الماضي. لم اعرف من يقصد ” انهم” ومن “هم ” هل هم ” الامريكان ” ام :الاسرائيليون” ؟ ام الاثنين معا؟؟؟ ام هناك غيرهم من دول واجهزة مخابرات شرق اوسطية او دولية؟
ـ كما انه تذمر لي بان حسابة على برنامج الاتصالات المعروف سكايب قد تمت سرقته .. وسرقة ارقامه السرية بالتحديد من قبل شخص وانه ربما كتب الارقام السرية في مفكرته الخاصة التي نسيها وراءه في المكتب !!ـ مايلي نص الحوارالذي جرى بيني وبينه في الفيسبوك:ـ 12:27 سعد الحلي سلام حسين كيف حالك؟ اين انت ذه الايام ؟ مازلت في كندا؟ـ ٍسبتمبر17 2011 7:52 حسين الحلي مرحبا عزيزي سعد .. سعيد لان اسمع منك.. انا في بغداد.. لقد عدت السنه الماضية لمتابعة امور زوجتي المالية هنا ..نحن اشترينا شقه في عمان فالعراق ليس المكان المناسب للعيش.. اقصد بالنسبة للبشر !ـ كيف حال العزيز زيد والعائلة؟ متى ستأتي الى بغداد ؟ اعلمني بذلك.. مع التقدير.ـ شباط21 2012 1:21حة سعد الحلي سلام حسين.. اذن انت تركت نهائي!!ـ بالتأكيد لا..ـ نعم انا اسمع ان العراق ليس مناسبا لاي احد فقط للبلطجية. انا اخطط للمجيء ولكن لست متأكدا متى. عندما اقرر سأخبرك. لم اعد استخدم أم أس أن منذ ان استولى على حسابي احد الاغبياء من الاردن وخلق العديد من المشاكل لي السنه الماضية. العائلة بخير ولكنهم مازالو حزينين لرحيل الوالد في 11 اب الماضي.. حيث كانت وفاته بسبب جلطة داهمته قبل اسابيع من ذلك التاريخ لقد ارسلت ايميل لفارس اعلمه بذلك لكنني لم استلم منه شيئا. استطيع ان ارى انك تعيش في عمان وانا شخصيا اكرهها ولا اريد العودة اليها.. على كل حال اعتني بنفسك وبلغ فارس تحياتي.ـ 11:16 حسين الحلي نعم الرسائل من الممكن ان تاتيك بشكل اتوماتيكي منذ ان وافق فارس على ارسالهم لك سأخبره هو في عمان مع عائلته..ـ الوضع افضل من قبل في بغداد بالنسبة لللامن ولكن الفوضى منتشرة في كل مكان 11:25 سعد الحلي انه امر سيء في كل مكان اينما تذهب هذه الايام لذا من امحتمل اننا سنبقى في مكان نعرفة اتمنى ان اعود الى العراق ولكن البنتان من الممكن ان يؤكلا احياء 11:27 حسين الحلي لا لا تفعل ذلك وتحضر البنات اذ رغبت عد وحيدا اذ كان هناك شيئا ينتظرك لاجل اتمامة وانهاءه كما فعلت انا 11:25 سعد الحلي لا .. قصدت االمجيء للعيش..حقيقة لقد طقت ذرعا بالعيش في الغرب ولكن اين المكان الاخر للذهاب اليه انهم يمتلكون اجندات لتمزيق كل بلد في الشرق الاوسط 11:27 حسين الحلي حسنا..ـ انا لا انصح للمجيء والعيش في العراق او اي بلد جمهوري اخر في الشرق الاوسط! لقد اشتريت شقه في عمان وسوف ننتقل الى هناك للعيش..ـ عمان ستكون نوعا ما مكانا مناسبا للاستقرار والراحة وهي مكان للقاء الاصدقاء القدامى 11:28 سعد الحلي هل فارس في الاردن اذن. هل لديك حساب سكايب؟ـ 11:30 حسين الحلي نعم فارس في عمان ولديه حساب سكايب وانا كذلك تستيطع ايجادي على :ـ Smillingface1 11:33 سعد الحلي الان علي ان اتذكر الرقم السري لحسابي على السكايب..ها ها.. حتى انني لم تسنح لي الفرصة هذه الايام لاستخدام الكمبيوتر.ـ .وقتا كثيرا يجب اعطاءه للعمل وللبنات وهكذا..ـ سوف احاول ان افتح السكايب من العمل غدا.ـ .اظنني وضعت قائمة بالارقام السرية في مقكرتي في العمل 11:37 حسين الحلي حسنا افعل ما تراه مناسبا وراسلني ساظيفك الى قائمتي 11:37 سعد الحلي انشالله قريبا 11:37 حسين الحلي اوكي شباط 21 2012 من يتمكن قراءة بين السطور في اجابات سعد في حواره معي يستطيع اكتشاف معلومات كثيره منها انه كان يفكر “بالعودة والعيش في العراق..” كما انه قد وصل به الحال الى ان “يضيق ذرعا بالعيش في الغرب”... وانه يشير الى “انهم ” لديهم اجندات لتمزيق البلدان في الشرق الاوسط كلها… اضافة الى تجربته المريره التي عاشها مع شخص اردني تمكن من الاستيلاء على حسابة في الام اس مسينجر ..ربما هذا ادى به لان يعبر برأيه انه ” يكره عمان ولا يريد العودة اليها”..
ـ كان هذا الحوار هو اخر اتصال بيني وبين سعد ولم يتصل بعدها نهائيا وغابت اخباره .. وانشغلت انا بعملي في اسطنبول عدت بعدها لافاجىء بنفس اليوم بخبر مقتله هو وزوجته ووالدتها في فرنسا..!!
ـ لا اعتقد شخصيا ان السلطات الفر نسية وان توصلت فعلا الى خيوط تقود الى معرفة الجناه الحقيقيين او اي خيوط تدل عليهم حسب السيناريو الذي قدمته سابقا واقصد به تورط مخابرات شرق اوسطية ودولية بالعملية.. فانه من الصعب على الفرنسيين اعلان ذلك اذ ان معناه اتهام جهاز مخابرات اجنبي- ان كان فعلا هو ما حصل – بعملية القتل على الاراضي الفرنسية وهذا يعني اتهام دولة بخرق سيادة دوله اخرى .. فاجهزة المخابرات في الشرق الاوسط ليست قطاعا خاصا بل هي تدار من قبل الدول والحكومات فانه بالتي يقود ذلك الى اتهام دوله والدخول في ازمة دولية وسياسية وقانونية..
ـ اعتقد اننا سنسمع الكثير من التسريبات والادعاءات التي لا علاقة لها باسباب الجريمة لمجرد التغطية وصرف الانظار كما رأينا في ادعاء “الخلاف العائلي” كذريعة وسبب وقد فشل ذلك… والان تم تسريب ادعاء موضوع “ثروة صدام وعلاقة كاظم الحلي بحزب البعث”(كذا)!! والذي كان يكن للبعث ولصدام كره شديدا واقدم على حماية عائلته بتسفيرهم من العراق في عام1969 الى بريطانيا وغادر هو العراق ايضا في 1981.
ـ لا اعتقد اننا سنعرف من خلال الجهات الفرنسية الحكومية او البريطانية في المستقبل القريب عن اي شيء يدل حقيقة من الذي قتل سعد الحلي وعائلته؟. ربما هنا يكون الدور المهم والعمل الحرفي المتميز الذي يمكن ان تقوم به الصحافة الحرة المستقلة او الصحافة الاستقصائية وهي من سيوصلنا الى معرفة القتلة الحقيقيون من خلال القيام اولا بتتبع عمل سعد الحلي في شركة الاقمار الصناعية وان تم التوصل الى معرفة اية عقود او تسريبات قام بها لاطراف خارجية على تنافس او عداء مع اطراف اخرى خارجية في الشرق الاوسط مثلا او حتى في الحرب الدائرة لتهريب التكنولوجيا من الغرب كما هو الحال مع الصينينن او الروس.. عندها سيمكن الاجابة على السؤال التالي: من قتل سعد الحلي؟ـ
**
حسين الحلي كاتب وصحفي واعلامي عراقي مقيم في كندا وقريب للضحية