ما السر وراء تصفية ابطال لعبة” التايكواندو” في العراق؟؟
من المفارقات التي تحسب على جمهور العراقيين العاشقين للرياضة بكل صنوفها خاصة الذين لايترددون عن اشعال السماء بالعيارات النارية عندما يفوز الفريق العراقي لكرة القدم من المفارقات التي تحسب عليه ان هذا الجمهور صامت على تصفية ابطال ومدربي فريق العراق للعبة” التايكواندو ” او اضطرارهم الى الهرب خارج العراق تخلصا من عمليات استهدافهم والبالغ عددهم نحو 95 رياضيا ومدربا فضلا عن عدم مبالاة السلطة لمايحدث لهؤلاء من تصفيات جسدية .
منهم من هرب في عهد النظام السابق بعد ان طلبوا منه ان يكون حماية للمسؤولين او الوزراء وفي مقدمتهم الرياضيون محمود كاظم حربي الموجود في المانيا مدربا ومنتصر جبار في امريكا ومنتصر مهدي والبطل حسين الساعدي ” علي” الموجود حاليا في هنغاريا وعماد صابر في سورية وجاسم في الامارات وزامل في السويد ومحمود كاظم في سورية ويوسف في جمهورية اوكرانيا وابراهيم في امريكا.
اما ابطال فريق ” التايكواندو” العراقي الذين تمت تصفيتهم ودفنهم بعد غدرهم قبل سنوات فقد طويت قضيتهم دون ان يكترث بها احد ولم تتم متابعتها واتهموا المدرب جمال باعتبار انه يساعد الارهابيين وهي تهمة مطعون بمصداقيتها فيما هناك عملية اهمال من قبل المشرفين على الرياضة بالعراق وكانها عملية مقصودة للخبير في هذه اللعبة صلاح حيدر محمود الذي لم ينل حقه من الرعاية .
كارثة جديدة حلت مؤخرا بهؤلاء الابطال حين جرت تصفية مدرب اللعبة” التايكواندو ” وهي لعبة كورية كان يشرف عليها في البداية مدري كوري اسمه ” جون بارك” المدرب المغدور هو خالد يعقوب بعد ان خطفوا احد ابنائه وطالبوه بتقديم فدية وما ان جاء بالفدية من اجل انقاذ ابنه حتى اطلقوا النار على راسه وجرت تصفيته
. انها عملية منظمة ومرتبة كما يبدوا لتصفية الرياضيين والابطال في العراق مثلما جرت تصفية العلماء والمفكرين والمثقفين والاعلاميين وكبار العسكريين والخبراء في الجيش العراقي. الجماهير العراقية التي تشعل السماء باطلاق الرصاص في المناسبات الرياضية لم نسمع منها كلمة واحدة بشان هؤلاء الرياضيين الابطال الذي توزعوا على دول العالم تخلصا من النظام السابق مثلما صمتت الجماهير وهي ترى بعينها التصفيات الجسدية التي يتعرض لها الابطال والمدربون هؤلاء الابطال الرياضيين الذين احتضنت معظمهم دول عديدة تفاخر بانجازاتهم الرياضية في حين ان العراق بحاجة الى مثل هذه الكفاءات الرياضية لرفع اسم البلاد بين الدول. نتساءل هل ان رياضة ” التايكواندو ” تحولت الى خط احمر في ” ظل سلطة الديمقراطيين المتامركين” لانها تتنافى مع القيم والاعتراف التي اتى بها من يحكم العراق اليوم؟؟ ام ان رياضة من هذا النمط اصبحت من الحرمات التي لاتسمح بها” فتاوى بعض من معممي المنطقة الخضراء”؟؟
شيئ غريب ان يتقاتل العراقيون في المقاهي والكازينوهات والاماكن العامة وحتى في البيوت يوميا على تشجيع فريقي برشلونه ومدريد الاسبانيين ويصرفوا النظر عن مدربي هذه الرياضة” التايكواندو ” وابطالها من الذين جرت تصفية العديد منهم وكان اخرهم المرحوم خالد يعقوب واضطر الاخرون الى ترك العراق.
نتساءل هل هذه اللعبة تدخل في اطار المحظورات لانها شبيهة ” بعروض الازياء الخليعة ” حتى تتم محاربة ابطالها ومدربيها بهذه الطريقة البشعة؟؟
ان هؤلاء المدربين والابطال يمثلون وجه العراق الناصع وما احتضانهم من قبل الدول الاخرى الا دليلا على الموقع المميز الذي يحتله المدرب واللاعب العراقيين في هذه الرياضة التي تعد واحدة من اهم الالعاب الاولمبية. لكن هتاك في العراق كما يبدوا من يسعى الى اعادة البلاد وشبابها الى لعبة” طمة اخريزة” و” ام حجيم” وعلى طريقة” الى الوراء در” كما جاء في كتاب الدكتور المرحوم شاكر مصطفى السليم خلافا لكل ماهو سائد في القرن الحادي والعشرين من تقدم على كافة المستويات والعودة الى ” زمن العصملي “.