تغريدة للأمير حمزة : يفتقد فيها الحسين اشغلت الشارع والحراك ينفي ما يتناوله الغرب عن تغيير النظام
تقدم أحد أبرز نشطاء الحراك الشعبي في الأردن إعلاميا وعبر صحيفة الإسلاميين وإسمها السبيل بنفي مباشر لما تردد في الصحافة الأمريكية مؤخرا حول مناداة الحراك الأردني بالأمير حمزة بن الحسين على هامش الإحتجاجات الأخيرة.
وفي الوقت نفسه وفي خطوة إضافية نحو تعزيز مأسسة ما يسمى أردنيا بهبة تشرين أعلنت واحدة من أكبر المؤسسات الألمانية المانحة عن تنظيم ورشة عمل خاصة لنخبة من رموز الحراك الشاب الذين سبق لهم أن عارضوا عدة مرات وعلنا ما يسمى بالتمويل الأجنبي.
وفيما يتعلق بالجدل المثار خلف وأمام الكواليس حول الأمير حمزة بن الحسين تقدم الناشط الحراكي والإعلامي البارز الدكتور موسى برهومه بشهادة وتعليق حول الأمرعبر مقالته الدورية في صحيفة السبيل الناطقة بإسم الأخوان المسلمين.
وأفاد برهومه وهو مثقف وسياسي معروف في عمان بأنه لم يسمع ولم يقرأ في أثناء هبة تشرين أحدا أو حراكا أو تيارا نادى بالأمير حمزة.
وناقش برهومه في مقاله المطول ما تحدثت عنه تقارير وصحف أمركية عن حنين الحراك لمقولة (تغيير في النظام) الأردني.
وقال بأن مقاومة تدخلات من هذا النوع تستدعي تنويع سلة الخيارات، عبر البحث عن بديل لفك الارتباط «الحميمي» مع اشتراطات الإدارة الأمريكية التي تعتقد أن بمقدورها أن تغيّر الأنظمة، كما يغيّر المرء سرواله الداخلي!
وكان الأمير حمزة قد ظهر فجأة على مسرح الأحداث في ظل مشهد الإحتجاجات الأخيرة على رفع الأسعار وتحديدا بعد إستعانته في ذكرى يوم ميلاد والده الراحل الملك حسين بن طلال بتغريدة على تويتر أثارت الكثير من الجدل.
وقال برهومه أنها تضمنت الإستعانة بحالة الشاعر العربي الكبير أبو فراس الحمداني وهو في السجن مكبل الحرية عندما قال: سيذكرني قومي إذا جد جدهم ..وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
وختم الأمير حمزة بيت الشعر بعبارة قال فيها (رحم ألله الحسين بن طلال).
وكانت حكومة الرئيس عبدلله النسور قد رفعت الأسعار بتاريخ ميلاد الملك الراحل فيما نقلت صحيفة عمون الإلكترونية لاحقا عن مصدر مقرب من الأمير عدم وجود حساب على تويتر أصلا لللأمير الشاب المبتعد عن الأضواء في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء بأن علامة وجود صفحة تويتر للأمير مكرسة على نافذة تويتر بشكل موثق.
ووفقا لما نشره برهومه في السبيل حار المعلقون والمراقبون والقراء في تفسير مغزى اقتباس الأمير، لا سيما وأنه جاء في قمة احتدام (هبة تشرين) التي تفجرت في مختلف أنحاء الأردن. مع أن ثمة من قال إن (التغريدة) جاءت، وحسب، بمناسبة ذكرى ميلاد الملك الراحل الحسين.
لكنّ مفاعيل (التغريدة) أو ما تبعها – يؤكد برهومه- من إحداثيات دفعت معلقين إلى الجزم بأن وراء الأكمة ما وراءها، فراح من يتحدث عن تسريبات إعلامية وسياسية، لتغيير في نظام الحكم في موازاة الهتاف الصاحب الذي رافق بدايات «هبة تشرين»: «الشعب يريد إسقاط النظام»، ما أعاد كلاما سابقا على الهبة بأشهر، كشف عن نوايا جهات دولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وقوى إقليمة، لإحداث (تغيير في النظام)، وليس (تغيير النظام).
وقد عبّرت عن هذا السيناريو تصريحات وإيماءات في الصحافة الغربية، وهي تصريحات تكاثرت مؤخرا وهي تحاول تناول المشهد الداخلي الأردني حسب المحلل الإستراتيجي عامر سبايله.
وفجرت الجدل حول هذا الموضوع مقالة صحفية نشرتها نيويورك تايمز الأمريكية مؤخرا بعنوان (المتظاهرون الأردنيون يحلمون بالتغيير نحو أخ الملك).
كتب المقالة مراسل الصحيفة الأكثر تأثيرا وفقا لبرهومه وهو ديفيد كير كبارتيك الذي حضر لعمان وقضى فيها عدة أيام وإلتقى بعشرات النخب فيها.
وتحدث تقرير كباريتك عن المخيلة الشعبية الأردنية التي تستحوذ على بعض الحراكيين الناشئين بخصوص العودة لصورة الملك حسين والأمير حمزة.
ولم ترصد في فعاليات الحراك الأردني أي وقائع في الأساس تساند رواية الصحافة الأمريكية بخصوص الحراك الذي ينادي في أغلبه بإصلاح النظام وليس بتغيير النظام حسب الرجل الثاني في الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد, الأمر الذي يضع تقارير من هذا النوع في إطار الحديث عن سيناريو وتسريبات خارجية تربطها بعض المصادر بمحاولات لمستثمرين إعلاميين دوليين مقربين من الملكة نور الحسين والدة الأمير حمزة.
السبايلة وهو محلل إستراتيجي بارز ومتابع حثيث للصحافة الأمريكية وأحد الكتاب القلائل باللغة الإنجليزية تحدث للقدس العربي عن بعض الدوائر واللاعبون الجدد الذين يعتقدون أنهم أقرب للإدارة الديمقراطية الأمريكية بعد فوزها بالإنتخابات وبين هؤلاء اليوم- يقول السبايله- من يروج ويسوق للفكرة التي تقول بأن بعض الشخوص داخل الأردن أقرب للحكم وللحلم.
السبايلة يشتم أيضا ملامح مؤامرة على الأردن والأردنيين عند السعي لتشويه الحلم الأردني وربطه بالشخوض مؤكدا بأن الشعب الأردني يحلم بدولة أكثر عدالة وإنصافا ومدنية وديمقراطية وأنه شخصيا على إتصال بغالبية الحراكيين في الشارع الأردني ولم يسمع من أي منهم إطلاقا أي دعوة تنادي بالأمير حمزة.
وجهة نظر السبايلة وهو الوحيد الذي تجرأ على تناول الموضوع عندما نشر مقالا باللغة الأنجليزية على مدونته الخاصة أن الأردن يتطور من حيث الفكر السياسي وأنصحيفة عالمية من وزن نيويورك تايمز تجازف بمصداقتيها عندما تبني تحليلا إفتراضيا على معلومة خاطئة قوامها بان الحراك ينادي بالأمير حمزة.
وشرح السبايلة للقدس العربي : الحلم الذي تحدثت عنه نيوزيوك غير صحيح وهي مؤامرة على الحليم الأردني الحقيقي لها علاقة بجهات خارجية أو بجهات داخلية على علاقة بحق سابقة ولديها تصور سطحي لمسار الأحداث وهناك من إعتقد بأن الأردنيين يسعون لتغيير سطحي يتعلق بأشخاص ..لذلك تنشر صحافة أمريكا مثل هذه التقارير.
وفي الواقع لم يتبنى أن فريق يعتد به في الحراك شعار تغيير أو إسقاط النظام في الأردن وإقتصر الأمر على صراخات غاضبة لبعض النشطاء بسبب الإحتقان الذي سببه قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات.
ويزعم كيركباتريك، بأن ناشطي الحراك سيحملون صور حمزة وأمراء آخرين خلال التظاهرات المقبلة، كإشارة إلى المطالبة بتغيير داخل العائلة المالكة لكن جميع مصادر الحراك المؤسسية تنفي ذلك.
في غضون ذلك بدأت مؤسسات مدنية دولية كبرى بدعم نشاطات لفعاليات الحراك في الشارع الأردني حيث يؤكد مراقبون دبلوماسيون بان مؤسسة فردرش الألمانية الداعمة منذ سنوات لفعاليات الحريات السياسية في المنطقة العربية ستعمل لأول مرة بإتجاه تأطير ودعم ومساندة بعض فعاليات الحراك الشعبي في الأردن بعد أن أصبحت النسخة الأردنية من الربيع العربي محط إهتمام الإعلام الدولي.
ولوحظ بالسياق بأن نشطاء حراكيون نددوا مرارا وتكرارا بالتمويل الأجنبي في الماضي سيتحدثون على هامش ورشة عمل متخصصة لفهم وقراءة ما يسمى بهبة تشرين الأخيرة , الأمر الذي يتزامن مع إصدار البيان الأول بإسم لجنة المتابعة المعنية بهبة تشرين قبل أربعة أيام.
ولم يسبق لمؤسسات مدنية دولية أن سعت لدعم الحراك الأردني لكن الإعلان الموزع على فيس بوك حول الورشة الأولى في السياق تحدث عن دعم سخي لورشة عمل سيتحدث فيها نشطاء عبر لقاء مفتوح لمناقشة هبة تشرين وتطورات الأسابيع الأخيرة وسيتحدث فيها نشطاء بينهم الصحفي علي الفزاع ومحمد زواهرة ولين خياط وغيرهم ضمن مناظرة بالخصوص.