عزاء المرايا .. دراسة في نص ثقب بالاستعارة..فلاح الشابندر
من بداية السطر بل وفوقه كان العنوان ثقب بالاستعارة حتى الثقب بالاستعارة ..ثقب انهارت منه شلالات الدموع ولبس الحزن بكل صلافة وجلد وعفة هذا الثقب هو نافذة الذات على عالم مليء باللمس والهمس لكنهم يعبرون.. كيف يعبرون هذا هو السؤال.. بنفس وفي وربما مغاير جاء العنوان والنص مرة في اعور ….ساعة الظهيرة الأعور هنا ليس سبة أو شتيمة فالمعروف إن الأعور هو كريم العين لسبب خلقي او بمسبب خارجي .
اورد الشاعر هذا الوصف للدلالة على البياض الذي يغطي العين وتلك التي تشع بالقوة والحضور .. تشع بالدمع الدامع ….. مرر كفيه على البياض الأبله البياض التائه سر اللاشى ء… سر إبله سقط في العمى …….. لتحرير النفس من قيود الظلام علينا أولا أن نطلق الأشباح التي في دواخلنا بقوة ونتخلص منها حرقا في أشعة الشمس أشعة الحقيقة والمواجهة كي نلبس العمى ثوب البصر هكذا جاءت الكلمات للشاعر فلاح الشابندر نثرها بصوفية فائقة ففاحت شاعرية رقيقة تنادى تنادى …..
والمدى سسدى هنا قامت قيامةكريم العين فتنادى وكأنه ينادي لقيامة ولاجتماع فلقد وصل السيل لكن كل المسافات والغايات هي مهملة ومتروكة ماعاد يجدي بها شيئا فاليوم قيامة ,وبعث وحساب والقيامات أنواع ومواعيد و هنا هي العمى أولا وتفتح البصيرة ثانيا سقط في العمى … يحاول يحلم شمسا في عتمة الظلام والسواد يحاول ا ن يلمس الضوء بالشمس من خلال ثنايا مظلمة وعبث الحركة فما عاد يعرف الاتجاهات لم يكن يوما بهذه الدهشة والإجلال … وعلى نحو خطير خطير جدا أمام ثقب القلب …
يدخل الشاعر إلى التناص الرائع مع القران الكريم في هذا الموضع جاء من أقصى العماء بياض يسعى هنا تفاعل واشتراك بين النصين القراني والشعري هنا تكمن الابعاد الحيثية لمدارك الشاعر لغة وثقافة دينية في النص القراني يقول الله عز وجل وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى … سورة يس اية 20 النعبير ( من اقصى العماء) يدل على ان رغم ظلمات نفس هذا الشخص وصلت الى ابعد نقطة في روحه ولكن من هناك ورغم القصي مازال هناك بياض مازال هناك نقاء حيث يجيء ويسعى ليحل محل العماء ويكشف الحقيقة وهذا البياض له القرار في ان يكشف الاسرار في حين انتظاره للضوء أي النقطة الفاصلةة بين العتمة والنور ضو ء النفس ضوء الخير تدفق الضوء … يتدفق يتدفق يبرق يشتعل يتصاعد يتسارع يتسارع النبض يتصاعد رعدا … رعدا باردا يتساكت النبض يعصف الضؤ واسعا نافذا يتغلغل مجلجلا مسسسسه الضوء سرت قشعريره رعد رعدا باردا صارخا …… حل عنى ….. حل عنى عاملان مهمان في النفس ىالبشرية يعتملان ويعملان على اضفاء سمات الشخصية ان الصراع والتنافس قائم بينهما مذ بدء الخليقة ويستمر الى ساعة البعث العاملان هما الخير والشر ولكل عامل جنوده واعوانه ووجودهما معا هو صورة للمتضادات والمتناقضات وكي ييسمو احدهما على الاخر ن ندخل مرحلة الصراع والحرب والاقتتال بين الضمير والرغبات بين الضار والنافع والاسود والابيض ونحتاج الى معرفة وتمييز وثقافة اخلاقية دينية بيئية لنصرة الخير يجرفني السسسسسسسسسسسسسيل يجرفني السيل ….
يجرفني الضوء ومن خلال هذا التنافس يكتسح الشر بسيل قوي عارم وهوالماء لمراد به الخيروالطهرة ويكتسحني الضوء والمقصود به الاشارة الى هجوم الخير دفعة واحدة مما اثار في نفس الشر الرعب فينادي اطمرو الثقب الضوء فرحا جذلا يتلفظ المرايا صارخا …… اطفؤ المرايا …. يتفق الشاعر مع (الفونغ شوي ) بوجود المرايا في شعره هنا كطاقة الفونغ شوي فلسفة صينية نشأت قبل مايقارب 4000 سنة هي علم يعتمد على التزواج بين الطاقة المحيطة بالإنسان والنفس، ومع الطبيعة المحيطة به هذا ليصل إلى طريقة عيش ايجابية ودون توتر .
إن المرايا في هذه الفلسفة لجلب الحظ السعيد إلى الأسرة، يمكن إن تعكس الطاقة السلبية الموجودة داخل المنازل جاء الشابندر بالمرايا ليعكس سلبية نفس الأعمى خارج نطاق نفسه و يعكس الشر الموجود إلى خارج حدود ذاته وللصراع الداخلي بين قوى الخير والشر يصرخ تعرينى ….. صارخا ……اطفؤا عزاء المرايا يفزعني ليتجلى السر بالعمى أتلاشى بالعمى في لحظة الفزع ينكشف سر الشر ويتلاشى وينتهي لحظة العمى وتفتح البصيرة صارخا ……اطفؤ المرايا دموعى عاريات مرعوب يصرخ لما رآه من شر وعتمة وسوء يصرخ لتغطية المرايا تغطية المكشوف فها هو عار إلا من حقيقة كشفت أوراقه ونزعت عنه حتى ورقة التوت دموعى الماجدات المعتلات بالخطايا دموعى رغوة مجنونه فى قاع المرايا الدموع هي سيل الألم والكبت وبنفس الوقت هي نفسه الامارة بالسوء فتأخذ مجراها خارج العيون لتغسل الأدران والهموم كانت دموعه مريضة بالآثام ومحملة بالخطايا صارت رغوة وزبد في قاع الحقيقة قاع الانعكاس لأنها نزلت في لحصة انكسار وهي تغلب الخير على الشر ولمثل هذا لم يكن من قبل …..
حيث كان الشر سيد الموقف ومن خضم هذا جاء صوته في تناص تفاعلي مع القران الكريم حيث بصرى اليوم حديد بصرى حديد بصرى حديد متناقضات من عمق العمى وغفلة الروح عن كل خير ونافع بصره حديد دلالة على نفاذ البصيرة وقوتها فكشف عنه الغطاء غطاء السواد والعتمة الذي كان يلبس روحه الى رؤيا واضحة قوية ملمة بما اعتمل في نفسه من شر وسوء الى لحظة عماه يعريني …… سر اللاشى ….. سر أبله كيف يفضح جوهر اللاشيء الذات و هل يقصد باللاشي ء العدم ام الشي المسلوب الخصائص ويسخر من كنه السر فينعته بالابله الغافل الضعيف القدرة على التمييز اي سر هذا يافلاح ؟!
سر الغفلة والحمق اي خواء أؤثر العماء على البياض يؤثر الشاعر العماء على البياض وهنا كتحليل للإيثار نراه يدخل ضمن النوع الثاني: من الإيثار وهو المكروه أو المباح ويكون في الأمور المستحبة بطريقة معاكسة حيث فضل إن يكون اعمى على ان يكون كريم العين فالعماء صار فضيلة ويرى العالم من دون الثقوب ومن هنا يدخل إلى القسم الأخر من الإيثار وهو المباح حيث أن يكون أعمى وببصيرة ثاقبة أفضل من أن يكون كريم العين بنفس سوداء وهذا مايسقط عنه كل ستر ليصبح عاريا فاضحا لخطاياه ا وتكون كما اتنبا في الجزء الثاني من النص لصالح كريم العين حيث ينتصر للخير والخير ٍ