يصنعون “دول” و “حكومات مؤقّتة” و”ائتلافات” ويفرضون وجودها على العالم
من المعروف أنّ جميع “الدول” الصغيرة والمستحدثة في العصر الحديث ـ قطر الامارات الكويت كشمير “فرموزا” بروناي الدومنيكان ـ الخ من الّتي كثيرا ما كانت بسبب حجومها الصغيرة , المجهريّة , مثار سخرية وتندّر للكثير منّا وللكثير من شعوب العالم , هي صناعة استعماريّة غربيّة بلا أدنى شكّ تمّ فرضها على دول العالم عبر “الأمم المتّحدة” ! .. في حين ضاعت دول وإمارات حقيقيّة عن خارطة الجغرافيا السياسيّة , الحديثة , لعلّ أبرزها”إمارة الأحواز العربيّة” اهدتها بريطانيا , وبوقاحة قلّ نظيرها , إلى شاهنشاهيّة “رضا بهلوي” أهدتها إلى إيران يعني ! , فيما غضّ الغرب الطرف “يعني بأمرٍ منها أيضاً ” عن استيلاء إيران على الجزر الإماراتيّة العربيّة الثلاث المعروفة ! ..
الغرب بإمكانه صناعة حكومات أيضاً , وليس فقط الدول أو “الحكومات المؤقّتة” الّتي ستستبدلهم بحكومات بلدانهم , بل الحكومات المتشكّلة في بلدان “المهجر” أيضاً ! , بل ويعترف بها هو وجوقته “المجتمع الدولي” وهي لا زالت “بيضة” لم تفقس بعد ! ,مثل حكومة شارل ديغول وهذه الحكومة الائتلافيّة “السوريّة” ! تحت يافطته الشهيرة “المجتمع الدولي” ! وما “لندن” وغيرها من الّتي تمنح الكثير من “المعارضين” الإقامة على أراضيها “رغم أنّ كثيراً منهم قادم من دول تحظى بالرعاية البريطانيّة والغربيّة”! لكنّها تغطّي نشاطاتهم , لأمر في نفس يعقوب ! ,
أو الّذين في الضل منهم , عبر إعلامها في الغرب وفي إعلام الدول العربيّة التابع جميعه للغرب عدى الإعلام في سوريّا والجزائر فهو خارج الفلك الغربيّ لحدّ الآن , ممّا يثبت أنّ جميع هؤلاء “المعارضون” المتواجدون على الأراضي البريطانيّة أو الغربيّة ليسو سوى مشاريع “حكومات مؤقّتة” جاهزة عند الطلب ! , و”الربيع” الّذي أنعشنا كثيرا ؛ شاهد على ما نقول ,فالغالبيّة من الّذين استلموا “الراية” مِن من أتى قبلهم من الّذين كانوا يقيمون في الغرب وكانوا يعترشون الفضائيّات العربيّة أيضاً أيّام ما كانوا “معارضين سلميّين” , سرعان ما انقلبوا إلى ناتويّون و”عثمانيّون” و “وهّابيّون” و “مؤمنون”بل وتحوّل الكثير منهم بتغطيات إعلاميّة مفبركة لخلط أوراق المفاهيم النقيّة بالعفنة الموبوءة وتعمية شعوب العرب والعالم بها ؛ إلى “جيفاريّون” وماركسيّون و”ناصريّون”وإلى “أحفاد” لعمر المختار وإلى “كتيبة صدّام حسين” والّتي تمّ تشكيل هذه الأخيرة في سوريا مؤخّراً .. !!
بعدما تمّ قبل أكثر من عام ونصف العام قطع فضائيّة “الدنيا” السوريّة عن القمر لأوروبّي “هوتبيرد” وبعدما تمّ أخيراً , وبعد سلسلة “مبعوثين” دُفع بـ”الابراهيمي”السيّء الصيت في قضايا العراق وزرقه حقن تقوية “الحكومة الانتقاليّة” , لخلق الذرائع لغلق ملفّ المفاوضات “السوريّة ـ الـ”سوريّة”نهائيّاً :ـ ؛ بعد “أربعين عاماً .. أخيراً , تشتكي “إسرائيل” من وقوع قذائف أطلقت من قبل “قطعات من الجيش السوري” على “أراضيها” ! تعني على هضبة الجولان المحتلّ من قبلها !
سبق الادّعاء”الاسرائيلي” هذا :ـ
ـ تزويد أميركا والغرب “الإرهابيّون” بقطع سلاح متطوّرة ضدّ الطائرات والسمتيّات “المروحيّات” , أسقطت بسببها بضع من مروحيّات الجيش السوري ـ قطع البثّ الفضائي عن جميع القنوات السوريّة على “النيل سات” أوّلاً قبل ثلاثة أشهر تقريباً وهي خطوة أخرى على طريق “نزع الشرعيّة” أوروبّياً , عن سوريا , وتسريعاً لقرارات من تلك النوعيّةـ قطع البثّ الفضائي عن جميع القنوات السوريّة العاملة على القمر “الديمقراطي” الأوروبّي “هوتبيرد”
ـ ازدياد الاتّهامات الغربيّة ـ العربيّة “الأميركية على وجه الخصوص” “للنظام العراقي” بتهريب الأسلحة إلى “الحكومة السوريّة” من إيران عبر العراق ـ صفقة التسليح الروسيّة للعراق , بعد أن كانت الصفقة “غير فاسدة” بالتزامن مع تسريب معلومات تتحدّث عن دخول قوّات أميركيّة متكوّنة من عدّة آلاف من جنودها المقاتلين الأراضي العراقيّة ووصولها عند الحدود العراقيّة ـ السوريّة ـ تصريح الرئيس السوري السيّد بشّار الأسد قبل أيّام قليلة: “سأبقى في سوريا وسأموت فيها ” وهو دلالة على علمه بأنّ هنالك “تحضيرات”غربيّة ـ سعوقطريّة لربّما , ستكون أخطر من أحداث رمضان السابق ومن التفجير الّذي راح ضحيّته قادة سوريّون دفعةً واحدة ـ أصبحت صفقة الأسلحة الروسيّة المزمع توريدها إلى العراق , فاسدة ! , وبالتزامن مع حديث الرئيس السوري بشّار الأسد !
ـ جمع شتات “المعارضة” على عجل و”بالإكراه” في مؤتمر يجمع الجميع بما فيهم قادة غربيّون , أسفر عن مزاعم تتحدّث , من يومين , ليل نهار , عن تشكيل “حكومة ائتلاف سوريّةط ـ حديث يملأ الفضائيّات “المعتدلة” الآن عن احتماليّة اعتراف غربي عربي قريباً بهذه الحكومة “الائتلافيّة” يكون مقرّها أراضي سوريّة “محرّرة” بحسب المزاعم الإعلاميّة إيّاها تلفت نظرنا زعمهم بأنّ هنالك أراضي سوريّة محرّرة عن السبب الّذي دعا العرب والغرب “وبينهما نقطة” !
هي نقطة حياء لربّما, خوفهم من هذه الفضائيّات السوريّة أن تفضح مزاعمهم الّتي يدّعيها الإعلام الغربي وتوابعه بوجود “أراضي سوريّة” محرّرة على شكل “لسان هلاليّ الشكل “ملاصقة” للحدود التركيّة ! بحسب الزعم أيضاً أنّها ملاصقة.. ولم لا تكون أراضي تركيّة ملاصقة للأراضي السوريّة !
ـ الاهتمام الملحوظ , بعد إعلان “ائتلاف المعارضة السوريّة , من قبل قناة “قطر” الفضائيّة بالدراما السوريّة وبشكل مكثّف وكذلك لفضائيّة “الشرقيّة” بقيادة “أبو الفقراء” .. “سعد البزّاز” .. … نسأل هنا .. ومن حقنا أن نتسائل , من أجل المساهمة ولو بمساهمة بسيطة في عمليّة تحرير العقول , الجارية الآن , بعد وضوح الرؤى , بعد الاشتغال علناً دون تخفّي , للكيفيّة الّتي تتصرّف بها دول الغرب في خلق الفتن والنزاعات بين الدول ودولنا تحديداً بعد أن كانت “مهنة سرّيّة” لا تعرف أسرار تنفيذها الكثير من دول العالم , وتجلّيها شيئاً فشيئاً وإشهارها للعلن بعد سقوط الاتّحاد السوفييتي ؛ أنّ بعض الأقلام الّتي عرف عنها تشدّقها بالحرّيّة وبالتغيير .. وأنا معها في هذا إن كان هذا الاحترام المزعوم خالي من أيّ غرض ..
ولكنّها تغمض عينيها عن الجهات الّتي تدعم “الثورة السوريّة” وهي واضحة للعيان دون الحاجة للتقصّي أوالتفكير او المراوغة , وهذه القوى أو الدول”الغربيّة” , نرى ممثّليها يسرحون ويمرحون مع شركاتهم العابرة ؛ عياناً بياناً , في مصر وفي تونس وفي ليبيا , أي الغرب بقضّه وبقضيضه , دعونا عن العراق , ولكّنها تغمض عينيها أكثر عن كلّ الّذي تراه يوميّاً في هذه الدول “الثوريّة!
” من قتل وأجرام “آخرها جريمة الثوّار المزعومين , في بني وليد” وإقصاء ونهب وربا , ولكن تستمرّ هذه الإقلام بكتاباتها اصطفافها مع “الشعب والحرّيّة والتغيير” رغم بطلان حجج من يتزعّم هذه الشعارات وانحرافاتهم السلوكيّة والدينيّة , ومع ذلك تستمر هذه الاقلام بإعلان اصطفافها يوميّاً مع كلّ هذه القوى المزيّفة ومع أميركا تتضمّنه مقالاتهم مع كلّ فرصة متاحة لها للتعبير عن هذا الاصطفاف .. ومن هي أميركا ! ,
لندع ماضيها تسترجعه هذه الأقلام بضميرها ونقول الآن : هي أميركا الاستعماريّة وكعادتها وطبيعتها “وأبو طبيعة اسألل على سلامته!” من ستستحوذ على سوريا أوّلاً وأخيراً وتضمّها إلى مملكتها “مملكة الدول المعتدلة” بفضائيّاتها الّتي سترضى عنها بعد ذلك وترفع عنها حجرها الديمقراطي لها ! وسيقودهذا الجمع المؤمن بلغاء زمانهم وعلماء أوانهم شيوخ قطر والسعوديّة !.. ولنا شواهد حيّة يوميّة عن “الثوّار”من هم ومن جنّدهم لصالحه يقاتلون عنه بالنيابة .. آخر معاقل العلمانيّة العربيّة وآخر المعاقل الّتي تشكّل شوكة في بلعوم الاسلام السياسي وآخر معاقل العروبة الّتي قال فيها جمال عبد الناصر يوماً : سوريا قلب العروبة النابض .. في خطر يا شباب !