أستنكار شيعي ضد فيلم” عبده موته”: ربما سيفجر صراع طائفي في مصر بين ” الشيعة والسنة”
استجاب المنتج السينمائي محمد السبكي لطلب الشيعة في مصر حذف اغنية “ياطاهرة.. يا أم الحسن والحسين” التي عرضت في فيلمه السينمائي”عبده موته” وبمصاحبة رقصة استعراضية للراقصة دينا مع الفنان الشاب محمد رمضان.
وركب السبكي بعد حذفه للاغنية مركب السلامة ليواصل عرض فيلمه في دور العرض السينمائي، اذ حقق اعلى ايرادات سينمائية في الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى بإيرادات تجاوزت 9 ملايين و850 الف جنيه مصري (مليون و640 الف دولار تقريباَ).
الفيلم بطولة محمد رمضان ودينا وحورية فرغلي ومن إخراج إسماعيل فاروق، وتأليف محمد سمير مبروك، ويتناول قصة واقعية من داخل المجتمع المصري عن الفقر الذي يدفع العديد من الشباب إلى الانحراف.
واعتبر الشيعة ان الفيلم يسيء إلى أهل بيت الرسول محمد، خاصة أن “الطاهرة” هي السيدة فاطمة الزهراء إبنة الرسول الكريم.
وكانت الطائفة الشيعية هاجمت صناع الفيلم وأبطاله رافضة أي إساءات ضد الرسول وآل بيته، وطالب البعض منهم بإيقاف عرض الفيلم أو على الأقل حذف الأغنية من نسخة العرض.
واصدر بهاء أنور محمد المتحدث الرسمي باسم الشيعة المصريين، مدير مركز مصر الفاطمية لحقوق الإنسان، بياناَ طالب خلاله رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الإعلام وشيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية بضرورة التدخل وإيقاف عرض الفيلم إلى جانب اعتذار جميع الفنانين الذين شاركوا في العمل، بينما هدد عدد من المحامين بتقديم بلاغ إلى مكتب النائب العام، حيث اعتبروا هذا المشهد يسيء للمجتمع المصري المسلم.
واستنكر محمد صمت الأزهر والمفتي عن أغنية “أوكا وأورتيجا” في الفيلم التي لا ترضي الشيعة أو السنة.
وأعلن محمد في بيانه أن “الشيعة المصريين بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة والتقدم ببلاغ لطلب وقف عرض الفيلم الذي يسيء إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم”، وطالب الأزهر والمفتي برفض مثل هذه الإساءة.
ومن جانبه، تقدم المحامي أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، ببلاغ للنائب العام للمطالبة بوقف عرض فيلم “عبده موتة” لحين حذف إحدى الأغنيات منه، بالإضافة للتحقيق مع كل من وزير الإعلام، ورئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية ومنتج الفيلم أحمد السبكي والممثل محمد رمضان والراقصة دينا بطلة الفيلم بتهمة ازدراء الدين الإسلامي.
وقال مهران، ، فى بلاغه إن “الأغنية التي رقصت عليها بطلة الفيلم الراقصة دينا، والتي استخدمت نشيد مديح للسيدة فاطمة الزهراء، بجانب عدد من ممثلي الفيلم، يشكل استهانة واضحة لمكانة آل البيت”.
وأشار مهران إلى أن الفيلم يحتوي على مشاهد للرقص “استهتارًا واستهزاء بالقيم الدينية والأخلاقية بعد استخدام نشيد لمدح آل بيت النبوة الأطهار ليكون خلفية للرقص الخليع، وهذا يعتبر خروجاَ عن احترام التقاليد، والأعراف المصرية والعربية، وانتهاكا صريحًا لمقدسات الإسلام”.
واضاف إن “الأغنية، جعلت النشيد الإسلامي مجرد أغنية راقصة تحرض على الخروج عن آداب الدين الإسلامي، كما أن الرقص في الأغنية يثير الغرائز ويخدش الحياء العام، وأننا لا نقبل أن تدرج الإساءة لديننا تحت مسمى حرية الفن وحرية الإبداع”.
وأوضح مهران أنه لا بد من التحقيق مع وزير الإعلام لأنه المسؤول عن السماح بظهور إعلان الفيلم الذي تضمن إساءة مباشرة للدين، مشيراَ إلى أن الرقابة المركزية تسأل عن قبول تصريح مثل ذلك الفيلم.
ولم ينج جمهور فيلم “عبده موته” من الانتقاد لتحقيقه اعلى ايرادات للفيلم، اذا اتهم باستخدامه البلطجة في دخوله قاعات العرض وكذلك حمل الاسلحة البيضاء اقتداءَ بشخصية “عبده موتة” بالفيلم، خاصة بعد حادثة سينما مجمع سان ستيفانو بالإسكندرية التي اقتحم فيها الجمهور دار العرض في العيد حاملين الأسلحة البيضاء، ولأول مرة يتم التدخين داخل صالات العرض بالقوة.
كما اتهم الجمهور بالاشتباك مع بعضهم البعض داخل منطقة وسط البلد بمدينة الإسكندرية، مما أدى لتحطيم واجهات السينما، ولعدد من المحلات التجارية بسبب مشاحنات بين رجل وسيدة على أولوية الحجز على تذاكر السينما، ونشبت بينهما مشاجرة كبيرة مما دفع الرجل إلى إشهار مسدسه وأحدث حالة من الرعب في المكان.
وقالت صحيفة “اليوم السابع” المصرية ان جمهور الفيلم مصمم على أن يكون مختلفاَ في جميع الأشياء، فهو الفيلم الوحيد الذي حول قاعة السينما إلى صالة أفراح شعبية دون التزام بقواعد وقوانين السينما وكل شيء يحدث بالقوة، فمثلما يشاهد الجمهور بالفيلم يحاول تطبيقه على ارض الواقع.
وانهالت الشكاوى على نقابة المهن التمثيلية لتطالب بضرورة الاسراع بوقف عرض الفيلم ما دفع وكيل النقابة الفنان سامح الصريطي لتشكيل لجنة للدراسة وابداء الرأي.
وقالت دينا ان “اغنية يا طاهرة وردت في أحداث الفيلم دون اي إساءة لآل البيت كما يردد البعض، فالأغنية شعبية قديمة ودائماً ما يؤديها مطربون ومطربات الأفراح الشعبية”.
وأضافت لصحيفة الجمهورية “أنا ليس لي أي صلة بالأغنية والمشهد الراقص كدينا الفنانة، ولكن الأغنية خاصة بشخصية ربيعة بنت الحارة في الفيلم، وهذا المشهد مذكور في سيناريو الفيلم الذي وافقت عليه رقابة المصنفات الفنية، فأنا لم أقدم أغنية أو تابلوه راقص او فيديو كليب خاص بي.. فإذا أراد أحد ان يلومني أو يتهمني له الحق لو ورد في فيديو خاص بي، ولكنني التزم بالسيناريو وتعليمات مخرج الفيلم، فاسألوا صناع الفيلم”.
وشددت على ان الاغنية من الفولكلور، ويتراقص عليها الجميع في أفراح مصر منذ سنين، كما ان الأغنية ليست دينية وليست بها أي مخاطبة للسيدة فاطمة.
واشارت الى ان الفيلم حقق أعلى الإيرادات في اسبوع العيد، وهو “ابداع سينمائي فني.. ونحن ننقل واقع الحارة المصرية، لذا وجهوا غضبكم لأهل الحارة المصرية وامنعوهم مما يفعلونه”.
وحول الدعاوى القضائية والمطالبات بوقف عرض الفيلم، قالت الراقصة دينا “دوري في الفيلم انتهى مثل بقية أبطال العمل، واطالب المعترضين بضرورة مشاهدة الفيلم، وألا يعتمدوا على مشاهدته في تترات الدعاية”.
واعتذر المخرج إسماعيل فاروق عبر لقائه ببرنامج “ممكن” على شاشة قناة سي بي سي الفضائية عن الأغنية، وقال انه “تناولها في الفيلم بشكل استعراضي راقص في أحد الموالد التي تضم الذِكر و الأراجوز والراقصة وكل شيء”.
وانهالت التعليقات في المنتديات وعلى موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) التي تنعت المخرج إسماعيل فاروق، والمنتج خالد السبكي ومحمد أحمد السبكي بابشع الصفات، وتكيل السباب لبطل الفيلم محمد رمضان وحورية فرغلي ودينا و سيد رجب.
ووسط التعليقات الغاضبة، قال محمد الذي لقب نفسه بـ”سيف الاسلام” انه لا يرى سبباَ “للهجمة الشرسة على الفيلم وصناعه وابطاله الا انها فرصة لاستقواء الشيعة في مصر واظهار قوتهم في الشارع المصري ومدى تأثيرهم في المجتمع المصري”.
وتعجب “سيف الاسلام” من شعب متدين، يغار على قيمه الدينية، وفي نفس الوقت يسابق الزمن لدخول الفيلم حتى وضعه في صدارة الايرادات.